أكد أمين عام المنظمة العربية للهلال الأحمر والصليب الأحمر الدكتور صالح بن حمد التويجري أهمية مواصلة الخطى وصولاً إلى بيئة نظيفة آمنة؛ من أجل أن يصل العالم إلى مؤشرات ومقاييس ثابتة لاستمرار المحافظة على البيئة لتكون أكثر ملاءمة لحياة الكائنات بكل أنواعها وأجناسها.
وفي التفاصيل، قال “التويجري” في كلمته خلال اجتماع عن بعد، يوم 22 مارس 2021، لأصحاب المعالي والسعادة الرؤساء والأمناء لهيئات وجمعيات الهلال الأحمر والصليب الأحمر: إن لقاءنا هذا لهدف إنساني يرنو إلى تحسين البيئة؛ ومعالجة ما قد أصابها من أضرار بسبب سوء الاستخدام؛ إما بالإفراط في استغلال بعض المكونات البيئية أو في إهمال العناية بالبيئة بشكل عام.
وأضاف : تشير الدراسات البيئية إلى أن الغازات المنبعثة من المصانع ومنتجاتها الصناعية قد احتلت نسبة من الغلاف الجوي المحيط بكوكب الأرض وصلت إلى 147% علاوة على المخلفات الصلبة والسائلة التي غطت مساحات من الأرض مدمرة صلاحياتها للإنبات؛ ويأتي الرعي الجائر وقطع الغابات؛ والامتداد العمراني عاملاً قويًا في الإضرار بالبيئة.
وأردف بالقول : هذا الإسراف والتجاوز الكبير على المكونات البيئية؛ وإضعاف أو قطع دورة حياة مكوناتها؛ أصبحت مشكلة عالمية من حيث الشح في الغذاء الصالح للكائنات الحية؛ ويأتي الإنسان في أعلى القائمة؛ وظهور أمراض نتيجة للتلوث البيئي على الأرض وفي الماء؛ وتبعه سوء التغذية بأعراضها المتنوعة.
وقال : نحن نلتقي ممثلين لحركتنا الدولية الإنسانية؛ عسى أن نوفق في مشاركة العالم مجهوداته لعلاج الاعتلال البيئي؛ فجاءت فكرة التشجير واستنبات الورقة الخضراء هدفًا أساسيًا لإعادة التوازن البيئي؛ والذي بدوره يحد من التغيرات المناخية التي أصبحت ظاهرة تهدد حياة الكائن الحي لما تنتج عنها من ظواهر كونية ذات ضرر على الكائنات؛ فمعدلات ارتفاع الحرارة التي تثبتها المراصد الدولية تشير إلى أن معدل ارتفاع في درجات الحرارة هو 1.1 سنويًا؛ وأن تأثر طبقة الأوزون من 20 % إلى70 % نتيجة الغازات المنبعثة عن مخلفات استخدام الوقود والتجارب النووية والذرية وإطلاق الصواريخ الفضائية.
وواصل أمين عام المنظمة العربية للهلال الأحمر والصليب الأحمر حديثه : تم الإعلان عن غرس 5 مليارات شجرة خلال العشر سنوات إلى 2030؛ فإننا نتطلع إلى أن نُسهم في تحقيق هذا الهدف؛ وأن تؤتي حملتنا ثمارها وصولاً إلى تناسب بيئي فيما بين المكونات البيئية؛ وإعادة توازن فيها يحقق مزيدًا من الأمن والسعادة للبشرية.
واستطرد: أن لقاء اليوم ليس إلا الخطوة الأولى لهذا الهدف؛ عازمين بعون الله وتوفيقه إلى أن نواصل الخطى وصولاً إلى بيئة نظيفة آمنة؛ وأن يصل العالم إلى مؤشرات ومقاييس ثابتة لاستمرار المحافظة على البيئة لنكون أكثر ملاءمة لحياة الكائنات بكل أنواعها وأجناسها وتعيش في بيئة ومناخ أكثر ملاءمة لحياتها.
ومضى يقول : لعله من حسن الطالع أن يأتي لقاؤنا هذا بعد أن استمعنا بكل التقدير ــ قبل يومين ــ لإعلان صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان آل سعود ولي عهد المملكة العربية السعودية؛ نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع؛ الذي أفصح فيه سموه عن مبادرة “السعودية الخضراء” ومبادرة “الشرق الأوسط الأخضر”؛ مساندةً للهدف العالمي زراعة 50 مليار شجرة.
واختتم: نجد أن هذا الإعلان هو بشرى بمستقبلٍ واعد للبشرية؛ وإنني باسم هذا الملتقى أرفع أسمى آيات الشكر والتقدير لسموه الكريم على تلك المبادرة الكبيرة الساعية للإصحاح البيئي؛ وأجد أن مسؤوليتنا أصبحت أكبر وأعمق للسير إلى مستوى تلك المبادرة انطلاقًا من مسؤوليتنا ومبادئ حركتنا الدولية للصليب الأحمر والهلال الأحمر.