أعلن معالي الرئيس العام لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي الشيخ الدكتور عبدالرحمن بن عبدالعزيز السديس اليوم, بحضور معالي وزير الإعلام المكلف الدكتور ماجد بن عبدالله القصبي، خطة الرئاسة لموسم رمضان المبارك (1442هـ)، خلال الملتقى الإعلامي الذي أقامته الرئاسة العامة عن بُعد.
وأكد معاليه أن الرئاسة العامة والجهات الأمنية داخل الحرمين الشريفين لن تتهاون في تطبيق الإجراءات الاحترازية، والمحافظة على سلامة زوار وقاصدي الحرمين الشريفين، وأن صحن المطاف سيخصص للطواف فقط، والصلاة ستكون خلف المكبرية.
وأعرب السديس عن شكره لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، وسمو ولي عهده الأمين -حفظهما الله- على العناية الكريمة والرعاية الجليلة التي يوليانها بالحرمين الشريفين وقاصديهما من حجاج ومعتمرين وزائرين، مؤكدا أن هذه العناية تجلت بالقرارات المسددة الموفقة والإجراءات الاحترازية والتدابير الوقائية التي قامت بها المملكة في الحرمين الشريفين منذ الإعلان عن الجائحة.
وعدّ خطة الرئاسة التشغيلية لموسم رمضان المبارك (1442هـ) نتاج عام كامل من التخطيط والدراسة والعمل الدؤوب، مؤكدا حرص الرئاسة على تكثيف الاحترازات وتفعيل الجوانب التقنية وتسهيل المناسك للمعتمرين وللمصلين وإثراء تجربتهم بما يتوافق مع رؤية المملكة (2030).
واقترح الشيخ السديس على وزير الإعلام المكلف عدة مقترحات من بينها إقامة ملتقى سنوي للإعلاميين والإعلاميات المتعاونين مع الرئاسة العامة في نشر رسالة الحرمين الشريفين والجهود التي تقدمها المملكة، ورحب القصبي بذلك، وأكد أن وزارة الإعلام ستعمل على إقامته تقديراً وعرفاناً لجميع الإعلاميين والإعلاميات المتعاونين في نشر رسالة الحرمين الشريفين.
من جانبه قال وزير الإعلام المكلف: “لقد تشرفت هذه البلاد المباركة قيادة وشعبا بخدمة الحرمين الشريفين منذ تأسيسها على يد المؤسس الملك عبدالعزيز آل سعود -طيب الله ثراه-، داعياً الإعلامين والإعلاميات إلى التعاون مع الرئاسة العامة إلى إبراز الجهود العظيمة التي تقدمها حكومة المملكة بما يعكس الصورة الحقيقية للملكة وريادتها في خدمة ضيوف الرحمن.
ونوه القصبي برعاية خادم الحرمين الشريفين، وسمو ولي عهده الأمين -حفظهما الله- واهتمامهما بالحرمين الشريفين وبضيوف الرحمن، سائلا الله -عز وجل- أن يحفظ الوطن وقيادته الرشيدة.
بعد ذلك استعرض الرئيس العام لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي خطة الرئاسة المتضمنة جملة من المحاور: (المحور الإداري والإشرافي والقوى العاملة، والعلمي والتوجيهي، والخدمي والتشغيلي والهندسي، والإعلامي والاتصال المؤسسي، والرقمي والترجمة، والتطويري، والنشاط الاجتماعي، والاحترازي، والتكاملي والتنسيقي، والرقابي، والنسائي).
وأبرز الشيخ السديس عدة ملامح للخطة من بينها الصلوات المفروضة والتراويح والقيام وصلاة العيد، مبينًا أن الرئاسة تهدف إلى تقديم الخدمة إلى المصلين في شهر رمضان بما تفرضه الإجراءات الاحترازية ضد جائحة فيروس كورونا، وسيتم تخصيص مصليات شرفات الدور الأول المطلة على الكعبة المشرفة، والدور الأول من توسعة الملك فهد بالكامل، وسطح وقبو توسعة الملك فهد، والتوسعة السعودية الثالثة كاملةً بساحاتها الخارجية، والساحة الشرقية بالكامل، وتطبيق الإجراءات الاحترازية في المصليات من خلال وضع الملصقات الإرشادية وتطبيق مسافة التباعد الجسدي، وتعقيم المصليات قبل وبعد كل صلاة، وسيكون دخول المصلين من نقاط تفويج محددة للفرز والتأكد من تصاريحهم، حيث يلزم لدخول المسجد الحرام إصدار تصريح للصلاة من تطبيق اعتمرنا وأيضا إبراز تطبيق توكلنا وتطبيق تباعد.
وأشار إلى تسخير الرئاسة كامل طاقتها التشغيلية لخدمة المعتمرين خلال شهر رمضان المبارك، وتخصيص صحن المطاف للمعتمرين بالكامل، داعيا المعتمرين إلى ضرورة التقيد بالأوقات الصادرة لهم عبر التصريح من تطبيق اعتمرنا، وارتداء الكمامات الطبية، والالتزام بمسافة التباعد الجسدي ، كما سخرت الرئاسة (4422) موظفا وموظفة من ذوي الكفاءة والتأهيل العالي لخدمة المعتمرين والمصلين بالمسجد الحرام خلال شهر رمضان المبارك، مبينا أنه تمت مراعاة توزيع الورديات مراعاة للكثافة المتوقعة، حيث تمت زيادة عدد الموظفين خلال الورديات التي تقام فيها صلاة التراويح والقيام.
وفيما يخص الإجراءات الاحترازية بيّن السديس أن الرئاسة العامة وضعت (14) مسارًا افتراضيًا للطائفين في صحن المطاف، وخصصت المسارات الثلاثة الأقرب من الكعبة لكبار السن وذوي الإعاقة، وتخصيص ما يقارب (5000) عامل وعاملة للقيام بعمليات التعقيم والتطهير على مدار الساعة، وتطبيق مسافة التباعد الجسدي من خلال الملصقات الإرشادية في جميع المصليات، واستمرار رفع السجاد وتعقيم المصليات قبل وبعد كل صلاة.
وأفاد بأن الرئاسة تقوم بغسل وتعقيم كامل المسجد الحرام إلى عشر مرات يوميا عدا الغسلات الاحتياطية، كما نظمت الرئاسة بالتعاون مع وزارة الصحة حملة تطعيم لجميع العاملين في المسجد الحرام ، والفحص الدوري لجميع العاملين والعاملات وخاصة الذين يباشرون الخدمة للمعتمرين والمصلين، وتعميم دليل متكامل للإجراءات الاحترازية والتشديد على جميع المتهاونين في تطبيقها.
وأبان معاليه أن الرئاسة أعدّت أكثر من (150) درسا علميا ومحاضرة ثقافية يقدمها كوكبة من أصحاب المعالي والفضيلة من كبار العلماء وأئمة ومدرسي المسجد الحرام تبث عبر منصة منارة الحرمين على الهواء مباشرة بخمس لغات، مشيرًا إلى أن الرئاسة ستطلق أربع مسابقات علمية تفاعلية، واستمرار استقبال الزائرين لمعرض عمارة الحرمين الشريفين ومجمع الملك عبدالعزيز لكسوة الكعبة المشرفة ومكتبة الحرم المكي الشريف مع تطبيق الإجراءات الاحترازية، وتدشين حملة خدمة معتمرينا شرف لمنسوبينا في موسمها الخامس، واستمرار حملة معًا محتروزن جميعا حذرون التي تُعنى بتوعية القاصدين بضرورة الالتزام بالإجراءات الاحترازية والتدابير الوقائية.
وأكد استعداد الرئاسة بالتعاون مع إمارة منطقة مكة المكرمة ممثلة في لجنة السقاية والرفادة بتوفير وجبات إفطار فردية لمرتادي المسجد الحرام ، والوجبات ستوزع بشكل فردي، كما يسمح لمرتادي المسجد الحرام بإدخال تمرات للإفطار الشخصي فقط.، وإطلاق حملة (إفطار واحتراز) لتوعية المفطرين في المسجد الحرام بضرورة تطبيق الاحترازات حال الإفطار.
وبين أن الرئاسة تهدف لتوزيع 200 ألف عبوة يوميًا، وستقوم بتسيير قوافل ماء زمزم لجنودنا البواسل المرابطين بالحدود الجنوبية.
وأكد عناية واهتمام الرئاسة العام بالأشخاص ذوي الإعاقة من خلال تخصيص الرئاسة لمصليات مهيأة لذوي الإعاقة يتم تطبيق الإجراءات الاحترازية فيها على مدار الساعة، وعدة دورات مياه خاصة لذوي الإعاقة بالساحة الشرفية وأمام جسر أجياد أمام باب الملك فهد، وعدد من مترجمي لغة الإشارة لخطب الجمعة ولإجابة المستفتين على مدار الساعة، كما أطلقت تطبيق (تنقل) الذي يتيح لكبار السن وذوي الإعاقة طلب عربة كهربائية لإداء نسك الطواف والسعي.
وأشار معاليه إلى أن الرئاسة تتيح من خلال مشروع خادم الحرمين الشريفين للترجمة الفورية للخطب بالمسجد الحرام، ويبلغ عدد اللغات المستخدمة في ترجمة الخطب والدروس والمحاضرات إلى عشر لغات، ويقدم المترجمون العاملون في المسجد الحرام خدمة الإرشاد المكاني وترجمة الأسئلة للمفتين بـ(23) لغة.
ولفت النظر إلى أن الرئاسة تسعى من خلال شراكتها وتعاونها مع وزارة الإعلام لإبراز الجهود العظيمة والجليلة التي تقدمها الدولة ـ رعاها الله ـ في خدمة المعتمرين والزائرين، مبينًا أن الرئاسة ستطلق فيلمين وثائقيين وبرنامجا تلفزيونا وبرامج إذاعية وسلسة من التقارير المرئية على حسابات التواصل الاجتماعي، كما أتاحت الرئاسة العديد من التطبيقات الإلكترونية التي تسعى من خلالها لتسهيل تجربة القاصد الكريم، ومن تلك التطبيقات تطبيق (معتمرون) الذي يهدف لمرافقة المعتمر منذ لحظة وصوله إلى المسجد الحرام وحتى لحظة انتهاء مناسكه من خلال عرض المناسك وشرحها وتقديم الإرشادات اللازمة، وتطبيق (تنقل) الذي يهدف لتقديم خدمة الحجز المسبق للعربات الكهربائية لكبار السن وذوي الإعاقة، وكذلك منصة منارة الحرمين التي تقدم البث المباشر للتلاوات والدروس والخطب من المسجد الحرام بعدة لغات.
وأضاف أن الرئاسة أتاحت المجال للمتطوعين من أبناء وبنات الوطن لخدمة ضيوف الرحمن، واستهداف ثلاثين ألف متطوع ومتطوعة خلال شهر رمضان المبارك بالمسجد الحرام، وتحقيق ما يقارب 150 ألف ساعة تطوعية، كما جهزت الرئاسة أكثر من (74) شاشة مراقبة للتحكم، وتخصيص العديد من الوسائل لاستشراف وقياس رضا المعتمر والمصلي عن تجربته واستقبال المقترحات على مدار الساعة.
وفي المدينة المنورة استعرضت وكالة شؤون المسجد النبوي خطتها التشغيلية لشهر رمضان المبارك منها استمرار عدد التسليمات في صلاة التراويح والتهجد بواقع خمس تسليمات وإفطار الصائمين في المسجد النبوي الذي يقتصر على التمر والماء, بالإضافة إلى منع تقديم وجبات السحور للزوار والمصلين وغيرهم في نواحي المسجد النبوي ومرافقه والساحات المحيطة به الداخلية والخارجية وتعليق الاعتكاف في العشر الأواخر من رمضان لهذا العام 1442هـ واستخدام الساحات الغربية الجديدة للصلوات، ويراعى عدم التفويج إليها خلال اشتداد أشعة الشمس والحرارة نهاراً حفاظاً على سلامة الزوار والمصلين، وذلك حرصا على سلامة الزوار والمصلين والتزاماً بالضوابط والإجراءات الاحترازية.
وأوضح وكيل الرئيس العام لشؤون المسجد النبوي الدكتور محمد بن أحمد أن الوكالة سعت في هذا العام لتحقيق مستهدفات رئيسة منها أن تكون الممرات دون ازدحام محققة التباعد الجسدي للمحافظة على سلامة المصلين والزائرين وأيضاً تهيئة المسجد النبوي للمصلين من خلال عمليات التعقيم المستمرة وتفعيل اللجان الميدانية المشتركة من قبل الوكالة والجهات ذات العلاقة لرفع مستوى الرقابة على السلوكيات والممارسات الخاطئة في المسجد النبوي وساحاته ومرافقه والتأكيد على الالتزام بتطبيق التباعد الجسدي في جميع المواقع بالمسجد النبوي.