بات النجم المصري محمد صلاح هو أكبر أصول ليفربول، وقد أثبت ذلك مرة أخرى، مساء الأربعاء الماضي، في بودابست عندما سجل الهدف الأول بفوز فريقه 2-صفر على لايبزيغ الألماني في إياب دور الستة عشر لدوري أبطال أوروبا، لذلك لا يمكن الاستغناء عنه لأنه على رأس مشروع إعادة بناء الفريق للموسم المقبل.
ويتصدر المهاجم المصري ترتيب هدافي الدوري الإنجليزي الممتاز برصيد 17 هدفًا حتى الآن، وقد هز الشباك أكثر من 25 مرة في جميع المسابقات في 3 من المواسم من الأربعة التي قضاها في أنفيلد حتى الآن.
وعلى الرغم من ذلك، فقد تعرض لانتقادات من بعض مشجعي ليفربول الذين يعتقدون أنه يجب أن يكون أكثر حسمًا، وقد أظهر الألماني يورغن كلوب المدير الفني للفريق بعض السخط أيضًا.
وزادت التكهنات حول مستقبل صلاح، الأسبوع الماضي، بعد استبداله قبل نصف ساعة تقريبًا من نهاية المباراة التي خسرها الفريق 2-صفر أمام تشيلسي على ملعب أنفيلد. ونشر رامي عباس عيسى وكيل المهاجم المصري تغريدة غامضة تسببت بموجة من التخمين، وكان صلاح غير سعيد، ومعظم اللاعبين عندما يتم استبدالهم لا يكونون سعداء.
ليفربول في خطر
ويعاني ليفربول من إمكانية الغياب عن دوري أبطال أوروبا الموسم المقبل، وقد يتعين عليه الفوز باللقب هذا العام لضمان التأهل، ولا يوجد لاعب بارز يريد أن يكون خارج أكبر بطولة قارية، وستزداد مأساة ”صلاح“ إذا بدا أن ليفربول سيلحق بالتأهل للدوري الأوروبي فقط أو الغياب تمامًا عن البطولات الأوروبية الموسم المقبل.
وقالت صحيفة ”الإندبندينت“ البريطانية إن شركة Fenway Sports Group (FSG) الأمريكية المالكة لليفربول لم تخجل أبدًا من بيع أبرز اللاعبين. وإذا كان صلاح يبحث عن الرحيل، فهل يستخدم المالكون الأمريكيون الأموال لتمويل برنامج إعادة البناء؟
من وجهة نظر صلاح، قد يكون ذلك منطقيًا، وسيبلغ من العمر 29 عامًا في يونيو/حزيران المقبل، وهو العمر الذي يبدأ فيه اللاعبون التفكير في آخر عقد كبير لهم. ويمتلك المهاجم إحساسًا قويًا بمكانته وقيمته، ويتبقى عامان على نهاية عقده مع النادي، وسيكون هذا الصيف هو الوقت المناسب لرحيله.
والمشكلة هي أزمة كوفيد-19، حيث أثرت الجائحة على إيرادات صناعة كرة القدم، وأدت إلى انخفاض سوق الانتقالات، ويوجد عدد قليل من الأندية يستطيع تحمل تكاليف التعاقد مع صلاح حتى في أفضل أوقات الصناعة وليس في ظل الوباء.
ويعاني ريال مدريد وبرشلونة من مشاكل مالية هيكلية تفاقمت بسبب فيروس كورونا، والأندية الأخرى التي تستطيع دفع مبالغ وأجور مالية كبيرة تفضل الاستثمار في كيليان مبابي (22 عامًا) أو إرلينغ هالاند (20 عامًا)، وسيرى باريس سان جيرمان أن استبدال مبابي بصلاح صفقة غير رابحة، لأن السن عامل كبير في قيمة أي لاعب.
صفقة سواريز
في هذه الظروف، من غير المحتمل أن تقترب شركة FSG من السعر الذي قد تحتاجه للبيع، ولا ننسى أن مالكي ليفربول حققوا نتائج متباينة عندما يتعلق الأمر ببيع اللاعبين الأكثر قابلية للتسويق.
وكانت صفقة بيع البرازيلي فيليبي كوتينيو إلى برشلونة قبل 3 سنوات حافزًا للتأهل لدوري أبطال أوروبا والفوز باللقب، حيث تم شراء فيرجيل فان دايك، وأليسون بيكر، بأموال هذه الصفقة.
لكن بيع لويس سواريز إلى برشلونة قبل 4 سنوات أدى إلى نتائج عكسية،حيث إن المهاجم الأوروغواياني عض الإيطالي جورجيو كيليني في كأس العالم 2014 في البرازيل، وريال مدريد انسحب من المزايدة مع برشلونة، وكان ليفربول يتوقع أكثر من 100 مليون جنيه إسترليني من الصفقة لكن كان عليه أن يرحل بأقل من 75 مليون جنيه إسترليني بعدما اتضح أن قيمته انخفضت.
لكن تم إنفاق أموال الصفقة بشكل سيئ في التعاقد مع لاعبين، أمثال: إيمري تشان، ولازار ماركوفيتش، وكلاهما فشل بتعويض الفراغ الذي تركه سواريز.
ظروف السوق
يجب أن تكون ظروف السوق مناسبة لشركة FSG لبيع ”صلاح“ واستهداف بديل مناسب، ويوجد عامل آخر هو أن كلوب لم يقيّم كوتينيو بنفس الدرجة التي كان يعتقدها العديد من المراقبين، واعتقد المدير الفني الألماني أنه لاعب جيد ولكنه ليس بالضرورة الرجل الذي يبني فريقًا حوله، ولا شك أن كلوب سيندم بشدة على خسارة أهداف صلاح (في حال رحيله).
وفي الظروف العادية، ربما كان هذا الصيف هو اللحظة المناسبة للنادي وصلاح للانفصال، وفي غضون عام، سيقترب صلاح من العام المتبقي على نهاية عقده وستنخفض قيمته.
وهنالك مجموعة من لاعبي ليفربول في نفس عمر صلاح، وجورجينيو فينالدوم (30 عامًا) يفكر بمستقبله عندما ينتهي عقده في نهاية يونيو/حزيران المقبل. وسيكون فان ديك في الثلاثين من عمره في يوليو أيضًا، وروبرتو فيرمينو يبلغ من العمر 29 عامًا، وساديو ماني سيبلغ نفس العمر الشهر المقبل.
وهذا يمكن أن يمثل مشكلة حقيقية لملاك النادي،حيث إن رحيل صلاح نجم وهداف الفريق سيرسل رسالة خاطئة للجميع بما في ذلك باقي اللاعبين، خاصة أن الوقت الحالي خطير في أنفيلد، وقد يكون من المناسب للجميع الجلوس عند فتح فترة الانتقالات، خاصة أن خيارات صلاح محدودة، وسيكون من الغباء أن يخسر ليفربول أكبر أصوله.