يعدّ يوم المرأة العالمي مناسبة ضرورية للتعبير عن حقّ المرأة في جميع أنحاء العالم، وتمكينها، وتقدير إنجازاتها، ويتسق هذا اليوم مع الأهداف المتّفق عليها دوليًا من أجل النهوض بوضع المرأة في جميع أنحاء العالم، إلى جانب دعم القضايا التي تتعلّق بالمرأة، كأهمية منحها الحقّ في التعليم والعمل، وفعالية دورها وتأثيرها في المجتمع.
وإن كنا في المملكة العربية السعودية قد أكرمنا الله تعالى بأن اهتم ديننا الإسلامي بحقوق المرأة فكرمها ورفَع شأنها، وأنصفَها أكثر من أصحاب المِلل الأخرى، كما أنزل الله أحكامًا خاصَّة بالنِّساء، وأنزل سورةً باسمها، وما ذاك إلا ليُعليَ مِن شأنِها، ويرفعَ مكانتها ويُنصفَها، ومنحها حقوقًا وواجبات، ويضرب التاريخ قصصا في شجاعتها وحكمتها وشعرها وذكاءها مما لا يتسع له المقام.
وأكَّدَ الإسلام احترامَ شخصيَّة المرأة المعنَوية، وسوَّاها بالرجل في أهلية الوجوبِ والأداء، وأثبت لها حقَّها في التصرُّف، ومباشرة جميع الحقوق، كحقِّ البيع، وحقِّ الشراء، وحقِّ الميراث، وكل هذه الحقوق واجبةُ النفاذ.
ولقدْ أطلق الإسلامُ للمرأة حريةَ التَّصَرُّف في هذه الأمور بالشكل الذي تُريده، دون أيَّةِ قيود تُقيِّد حريتها في التصرُّف، سوى القيْد الذي يقيِّد الرجل نفسَه فيها، ألا وهو قيْد المبدأ العام ألاَّ تصطدم الحريةُ بالحق أو الخير.
وقد أولت المملكة العربية السعودية بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، وولي عهده الأمين الأمير محمد بن سلمان -حفظهما الله- عناية خاصة للمرأة، وبدون شك فما تشهده المرأة السعودية من تمكين وتطوير على مختلف الأصعدة دليل واضح وبارز يؤكد مكانة المرأة في بلادنا والتي بدأت خطوات تمكينها منذ سنوات مضت.
ففي عام 1360هـ الموافق 1941م، مُنحت المرأة حق التعليم بالتحاقها بالمدارس في عدد من مدن وقرى المملكة، وفي عام 1379هـ الموافق 1959م تأسست الرئاسة العامة لتعليم البنات وأُنشئت المدارس التعليمية بكل المراحل ثم كليات البنات، وخُصصت أقسام في الجامعات لها.
كما استفادت المرأة من برامج الابتعاث في الخارج حتى أصبح اسم المرأة السعودية يُسطر عالميًا -تماشيًا مع رؤية 2030- في مجالات السياسة والاقتصاد والطب والإعلام والأدب وغيرها من مختلف الفنون الحياتية.
وبالعودة إلى مسألة احتفاء العالم بيوم المرأة العالمي ففي المملكة العربية السعودية يُحتفل بالمرأة كل يوم، وليس يومًا واحدًا في العام. يُحتفل بها أمًا وأختًا وزوجة وصلة رحم. وإن وجدنا بعض المواقف الشاذة التي تخرج عن هذا الإطار فهي ليست مقياسًا.
————————–
*مشرفة الجودة وقياس الأداء
بمكتب التعليم بالعرضية الجنوبية