ألقى فضيلة الشيخ الدكتور بندر بليلة، خطبة اليوم الجمعة، في المسجد الحرام، وسط إجراءات احترازية مكثفة للوقاية من فيروس كورونا، مؤكدا أنه ليس للآدمي شرف يعدل معرفة الله تبارك وتعالى ومحبته وتوحيده.
وأضاف خطيب المسجد الحرام: الآدمي “بغير إلهه وربه لم يكن شيئًا مذكورًا، وبفضله وإنعامه خلقه من العدم، وعلمه بالقلم، علم الإنسان مالم يعلم”.
واستطرد: حقيقة التوحيد هو إخلاص الدين لله، قال تعالى: “وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاءَ وَيُقِيمُوا الصَّلَاةَ وَيُؤْتُوا الزَّكَاةَ ۚ وَذَٰلِكَ دِينُ الْقَيِّمَةِ”.
وأوضح أن التوحيد “لا يقوم إلا على الجمع بين طرفي الإثبات والنفي، فأما الإثبات، فهو أن تقر لله تعالـى بإلهيته، والنفي: أن تنفي إلهية ما سواه، وبذلك تعبده تاركا لعبادة غيره، وتحبه معرضا عن محبة غيره، وتخشاه فاقدا عن خشية من سواه، وكذلك لا تستعين إلا به، ولا تتوكل إلا عليه، ولا تتحاكم إلا إليه، ولا تدعو إلا إياه، ولا ترغب فيما سواه”.
وأكد أن كمال هذا التوحيد ألا يبقى في القلب شيء لفير الله أصلا، بل يبقى العبد مواليا لربه في كل شيء، يحب ما أحب، ويبغض ما أبغض، ويوالي من يواليه، ويعادي من يعاديه، ويأمر بأمره، وينهى عن نهيه. فهذا هو أول الدين وآخره، وظاهره وباطنه.