لا يستطيع أحد أن ينكر الثورة الكبيرة التي أحدثتها شبكات التواصل الاجتماعي على مختلف الأصعدة، فقد قربت البعيد وأصبحت مصدرًا معلوماتيًا سريعًا، بل أصبحت مكانًا للتسوق والبيع والشراء ومكانًا للتدريب والتعليم، بل أنها أصبحت تُسهم في إدارة الأعمال وإقامة اللقاءات العلمية والثقافية عبر قروبات خاصة ومتخصصة.
ولعل أهم شبكات التواصل الأكثر استخدامًا في العالم وفي السعودية خاصة الواتساب، والذي شهد تأسيس قروبات متعددة للشخص الواحد تختلف عن بعضها باختلاف أهدافها ومضمونها ومسبباتها.
والمؤسف أن كثيرًا من القروبات تسببت في خلافات كبيرة بين بعض الأعضاء، في حين أن البعض الأخر نشأت منها علاقات إنسانية عظيمة وصداقات أخوية قوية تستحق أن يشار لها بالإعجاب والتقدير.
ولعلني هنا أكتب عن “قروب أصدقاء التميز”، الذي يضم تقريبًا 120 عضوًا من مختلف المناطق والمدن والمحافظات ومن طبقات المجتمع المتعددة وبتنوع اهتماماتهم، وإن كان يغلب عليه الشعراء ومعهم نخبة من الناجحين في مجالات الحياة العلمية والعملية.
وتوثيقًا لروح الصداقة والمحبة بين أعضاء القروب فقد عمدوا لتنظيم لقاءات سنوية للترفيه والتعارف وتوطيد مشاعر المحبة والصداقة، وعلى ذلك تم اللقاء الثالث أمس على ضفاف وادي قنونا بحضور أكثر من 50 عضوًا من أعضاء القروب بدءًا من الساعة السابعة صباحًا وحتى العاشرة مساءً.
وشهد اللقاء مشاركة الشيخ محمد بن حمود بن يتيم الشهري قادمًا من تبوك مباركًا ومشجعًا، ومشاركة الإعلامي سعد بن عشق العتيبي موثقًا للرحلة عبر عدة مقاطع لقناته “فيافي” قادما من الطائف، وسط تنظيم دقيق وترتيب مسبق من إدارة القروب، وعلى رأسهم بشكل خاص الشاعر الكبير أحمد المنتشري، الذي هيأ كل سبل نجاح اللقاء، فكانت الضحكات والابتسامات والقفشات والمرح والعرضة والخطوة والشعر والتصوير والتوثيق كلها تثبت الهدف السامي من اللقاء، وقد تحقق ليضاف لجمال وادي “قنونا” بطبيعته الساحرة (ماء يجري وخضرة وارفة ونخيل باسقة) تبعث الراحة والمتعة.
ولقروب “أصدقاء التميز” مواقف تكتب بحبر الوفاء، ولعل حفر بئر باسم الشاعر الراحل “مصلح الحارثي” مثال من أمثلة مشابهة تعكس جانب مضيء لهذا القروب، ولعل حضور بعض أعضائه من الشرقية ومن الشمال والجنوب وقطع مسافات طويلة لحضور الملتقى السنوي دليل على عمق الروابط وتمسك الأعضاء بها.
ولعل تسخير جزء كبير من الشعراء والمتحدثين للحديث عن حب الوطن والوفاء لقيادته والتغني بإنجازاته والفخر بأبطاله في الحد الجنوبي والدعاء لشهدائه دليل آخر يستحق تحية وألف تحية لسمو الأهداف.
وفي الأخير شكرًا لمؤسس القروب أحمد بن مشني الحارثي ولمن يشاركه إدارة القروب عمليا ولمن يشاركه إدارته بمشاعره وبفكره وعطائه ولكل من بادر في خدمة أهدافه النبيلة ماديًا ومعنويًا، شكرًا للجميع بحجم روحه وعطائه وتحية وتقدير لكافة الأعضاء كل بقامته وقيمته.