دفع تحليل الصور الفوتوغرافية التي التقطها مسبار MRO الأمريكي بعلماء الكواكب إلى استنتاج يفيد بأن المريخ شهد بضعة عصور جليدية.
واكتشفت تلك الآثار ليست في المناطق الاستوائية بل بمنطقتي القطبين الشمالي والجنوبي للمريخ، ما يؤكد أن الجليد كان يتقدم وينسحب في هاتين المنطقتين بالذات بسبب تغير زاوية ميل محور دوران الكوكب.
يذكر أن غالبية علماء الكواكب يعتقدون أن المريخ كان شبيها بالأرض في عصور مبكرة من عمره. وكان لديه آنذاك غلاف جوي كثيف وطقس دافئ لطيف ومحيطات مائية مؤهلة الحياة.
لكن مثل هذه الظروف لم تدم طويلا، أي نحو مليار عام أرضي مضى بعد تشكل الكوكب. ثم تحول المريخ في ما يسمى بعصر “هسبيراي”، أي منذ 3.6 مليار عام، إلى صحراء قاحلة. وتبخر الغلاف الجوي كله تقريبا واحتياطيات الماء إلى الفضاء أو تحولت إلى جليد. ولم يتفق علماء الكواكب إلى الآن على سبب حدوث ذلك.
وألقى فريق من علماء الكواكب برئاسة مساعد البروفيسور في جامعة “كولغيت” الأمريكية الضوء على تلك المسألة بعد أن اكتشفوا على صور فوتوغرافية التقطها المسبار الأمريكي آثارا واضحة تدل على أن الكوكب الأحمر شهد بعد اختفاء الجزء الأكبر من غلافه الجوي بضعة عصور جليدية.
واكتشف العلماء على الصور الفوتوغرافية أنواعا من التضاريس وتكتلات من الحجارة وشظايا الصخور في المنحدرات السفلية للجبال والتلال شكلتها حركة الجليد. وتوصل العلماء إلى استنتاج مفاده أن الجليد كان يتقدم وينسحب عدة مرات.
وافترض العلماء أن تكتلات الحجارة هذه يمكن أن تتضمن طبقات من الجليد. أما دراستها التفصيلية فقد تساعد العلماء في معرفة التاريخ المناخي للمريخ والإجابة عن سؤال لماذا اختفت احتياطيات الماء من سطحه؛ وفقًا لموقع تاس.