احتفى معرض الكتاب الأول بالمخواة بالمسيرة الفنية والدرامية الثرية للفنان والمخرج حاتم علي، عبر استعراضها أمام حضور الأمسيات الثقافية للمعرض وزواره، حيث شاهد الجميع فيلماً يحكي مسيرته الفنية وإسهاماته التي حضرت كبصمة خالدة في تاريخ الدراما والإخراج.
وقال “ناصر العُمري” المشرف على النشاط الثقافي بالمعرض عن هذه الوقفة : “إنها تلويحة وداع في ذكرى أحد رموز الفن الخالد الذي انتشل الدراما من سطحيتها”، وبيّن أن الاحتفاء بهذا الرمز هو احتفاء بالتنوع الثقافي الذي اتخذه معرض كتاب المخواة شعاراً له، وإعلاءً لقيمة الثقافة والفن من خلال وقفات التقدير لرموز هذا الحقل الإنساني.
وأضاف : “شكل رحيل حاتم علي صدمه لعشاق الفن والدراما كون الموت خطف منا شخصية مهمة أسكنت ذاكرة المشاهد العربي أعمالاً خالدة ومشاهد لا تنسى، ووثّق عبر الدراما طرفاً من تاريخ الأمة العربية من خلال أعمال ملهمة تربى عليها وتابعها طيف واسع جداً من أبناء الوطن العربى”.
وتابع: “أسكن حاتم علي في ذاكرتنا البصرية مشاهد لا تنسى وخطفنا نحو متابعة أعماله العظيمة كصلاح الدين والزير سالم وملوك الطوائف والتي تشكل في مجملها مدداً لعشاق الفن على مستويات عدة سواء بصرياً على صعيد الجملة الإخراجية والمشهدية الفنية أو حتى على الصعيد الفكري التاريخي، فالأجيال سترى صلاح الدين والزير وستتعرف على تفاصيل دقيقة في تاريخ الأمة العربية من خلال أعماله التي نجحت في إغواء المتابعين بسحرها الإخراجي والتكنيك العالي الذي قدمه فيها الفنان حاتم علي”.
وأكمل بقوله : “ربما لن تقرأ الأجيال تاريخ تلك الشخصيات لكن من السهل عليها أن تشاهد الأعمال الدرامية التي أنجزها الفن ورواد الدراما”، موضحًا أن دور حاتم الملهم لم يكن من خلال اهتمامه بالتاريخ العربي والإسلامي فقط بل كان جهده الفكري حاضراً في أعمال تتناول التاريخ المعاصر مثل التغريبة الفلسطينية والملك فاروق ونحوها من الأعمال والمسلسلات التي شكلت وجه مرحلة مهمة ودقيقة من تاريخنا المعاصر”.
وأكد أن هذه الدوافع الفنية والفكرية والإيمان بما قدمه حاتم علي للذاكرة البصرية والمكتبة الدرامية هي التي جعلت المعرض يخصص هذه الوقفة لوداع المخرج حاتم علي خصوصاً وأن وفاته شكلت صدمة ورحيله خسارة موجعة فقدت معها الدراما أحد صناعها المهمين .
من جانبه قال الدكتور علي بن عثمان الزندي أن هذه الوقفة مستحقة لمخرج قدم أعمالاً خالدة عن تاريخنا العربي في مراحل مختلفة ساهم بها في أن يوثق لتلك المرحلة عبر الدراما كوسيط حديث ومؤثر.
فيما قال المسرحي هاشم رضوان: “حاتم علي يستحق هذه الوقفة فنحن كعشاق لن ننسى تلك اللمحات البصرية الإخراجية وذلك الجمال الذي صبّه هذا الفنان في وجداننا عبر تفاصيل تلك الأعمال التي أخرجها ، والتي استطاع بها أن يخلق مع المتابع لحظات تماهي ملهمة مستغلاً قدراته اللافتة ومستفيداً من السياق الآني وإيقاع الزمن وميل الأجيال نحو البصري ، وقد كان حاتم علي أحد العلامات المهمة جداً في محيطنا العربي بما قدمه من أعمال غنية على مختلف الأصعدة” .