أكد معالي رئيس مجلس إدارة هيئة تقويم التعليم والتدريب المستشار بالديوان الملكي الدكتور أحمد بن محمد العيسى أن الأمم ترقى بنشر لغاتها وانتشار ثقافتها، ولا تكتمل مقومات الهوية إلا بالاعتزاز باللغة وتسويقها للآخر لتذليل تعليمها وتعلمّها.
وقال معاليه خلال رعاية إطلاق المبادرة العالمية للاعتماد الأكاديمي لمراكز وبرامج تعليم اللغة العربية لغير الناطقين بها حول العالم -التي أقيمت مساء أمس الخميس- إنه انطلاقًا من تحقيق رؤية المملكة 2030م وتأكيدًا لريادتها عالميًا وخدمة للعربية واعتزازًا بهويتنا الوطنية، وضمن الاحتفال باللغة العربية في يومها العالمي لهذا العام 2020م، فإن هيئة تقويم التعليم والتدريب تبادر بإطلاق مشروع اعتماد مراكز وبرامج تعليم اللغة العربية لغير الناطقين بها حول العالم، وبهذا المشروع ستخدم بلادنا لغتها من خلال نشر العربية في أرجاء المعمورة تعظيمًا لهذا اللسان، وخدمة القرآن، وكسبًا للإنسان بمختلف مشاربه اللسانية والثقافية.
وأضاف معاليه : “إن هذه الفرصة سانحة لنزفّ إليكم أيضًا إطلاق مشروع معايير ضمان الجودة لمعاهد وبرامج تعليم اللغة العربية لغير الناطقين بها، الذي أعدته الهيئة واعتُمد من مجلس إدارتها في اجتماعه الرابع (الدورة الثانية) تحقيقًا للجودة في مؤسسات تعليم اللغة العربية حول العالم، ويأتي هذا المشروع ليحقق حلمًا طالما انتظره المستفيدون والمتخصصون في العملية التعليمية بما يسهم في تخريج الكفاءات المؤهلة المتميزة وفق المعايير العالمية المواكبة للتطور الذي يشهده العالم في جميع العلوم والمعارف”.
من جهته أكد معالي رئيس هيئة تقويم التعليم والتدريب الدكتور حسام بن عبد الوهاب زمان خلال كلمته أن تدشين المبادرة يأتي متزامنًا مع الاحتفاء باللغة العربية في يومها العالمي، ليعدّ اعترافًا بفضلها واستكمالًا لجهود المملكة العربية السعودية في خدمتها، ولمّا كانت الهيئة تُعنى بكلّ ما يخدم هذه الأمة في علومها ومعارفها ولغتها وثقافتها -وفق المعايير الدقيقة الضامنة للجودة والمستثمرة للإمكانات المتاحة- فقد أخذت على عاتقها تحمّل هذه المسؤولية لتضيء زاوية طالما ظلت معتمة دون أن يُعبأَ بها، فنحمد الله أن كتب لنا التوفيق ليكون لنا قصب السبق في ضبط جودة تعلم العربية وتعليمها خارج حدودنا، فجاء ميلاد هذا المشروع الكبير الاعتماد الأكاديمي لمراكز وبرامج تعليم اللغة العربية لغير الناطقين بها حول العالم.
وأضاف معاليه أن الهيئة بدأت في بناء هذا المشروع من حيث انتهى الآخرون في ضبط معايير الجودة في تعليم لغاتهم، وتم الاستعانة في ذلك بنخبة من الخبراء في مجال الجودة وتعليم العربية لغير الناطقين بها، كما تم استعارة عصارة الخبرات والتجارب العالمية وقمنا بالبناء عليها، والأخذ في الحسبان خصوصية اللغة العربية، وظروف المتعلمين وبيئاتهم المختلفة، مع مراعاة الكفاءة الاقتصادية، فجاءت متطلبات الاعتماد غير مرهقة ولا مكلفة مع الضمان التام لتحقيق الفاعلية العلمية والإعداد المتقن لمخرجات البرامج في هذه المراكز المنتشرة في أنحاء العالم المختلفة.
وأشار الدكتور حسام إلى أنّ هذا المشروع يحقق جملة من الأهداف الجليلة، منها دعم جهود المملكة العربية السعودية في خدمة اللغة العربية ورعايتها في العالم أجمع، و يسدّ الفجوة التي ظلت العربية تعاني منها في أوعيتها التعليمية والتعلّمية في المراكز المنتشرة في العالم، وضمان تأهيل كوادر مختصة في تعليم اللغة العربية لغير الناطقين بها، تعمل على نشرها على نحو سليم ومواكب وميسر؛ تحفيزًا للراغبين، وتسهيلًا لتعليمها، وتحقيقًا لغاياتها المعرفية والمهارية على أسس علمية وعالمية تثري هذه اللغة، وتُعدّ المتخصصين فيها من غير العرب على نحو يجعلهم منافسين لغيرهم في اللغات الإنسانية المختلفة.
بدوره تحدث المدير العام بالإنابة للمعهد الإسلامي للبحوث والتدريب بالبنك الإسلامي للتنمية الدكتور سامي بن إبراهيم السويلم عن “ارتباط التنمية والعائد الاستثماري بجودة البرامج التعليمية والتدريبية”، بعدها قدم رئيس مجلس إدارة الشبكة الإسلامية لضمان الجودة الدكتور تشان بصير الدين عرضاً بعنوان: “جودة تعليم اللغة العربية في الدول الإسلامية الو اقع والتطلعات”، كما تحدثت رئيس مجلس إدارة الشبكة العربية لضمان الجودة الدكتورة نادية بدراوي خلال كلمتها التي جاءت بعنوان: “جودة تعليم اللغة العربية في الدول العربية الواقع والتطلعات”.
بدوره قدم المدير التنفيذي للمركز الوطني للتقويم والاعتماد الأكاديمي ” اعتماد” التابع لهيئة تقويم التعليم والتدريب الدكتور سهيل باجمّال عرضاً بعنوان: ” الاعتماد الأكاديمي لمراكز وبرامج تعليم اللغة العربية لغير الناطقين بها خارج المملكة العربية السعودية”.
يذكر أن الهيئة أطلقت على هامش الحفل الموقع الإلكتروني المخصص للمبادرة متضمناً التعريف بها وآليات التقدم للحصول على الاعتماد، والدليل الإجرائي للاستفادة من خدمات المبادرة، ومعايير الاعتماد الأكاديمي المطبقة وغيرها، إضافة إلى ما تم التأكيد عليه من التطوير المستمر للموقع aia.etec.gov.sa