في أول تعليق رسمي على اتفاق التطبيع مع إسرائيل، أصدر الديوان الملكي المغربي، اليوم الخميس، بيانًا مطولًا، وجّه خلاله الملك محمد السادس الشكر للرئيس الأمريكي دونالد ترامب، لاعتراف بلاده لأول مرة بسيادة المملكة الكاملة على كل منطقة الصحراء الغربية.
وقال البيان: أجرى الملك محمد السادس، اتصالًا هاتفيًّا مع دونالد ترامب، رئيس الولايات المتحدة الأمريكية.. وخلال هذا الاتصال، أخبر الرئيس الأمريكي، الملك محمد السادس بأنه أصدر مرسومًا رئاسيًّا، بما له من قوة قانونية وسياسية ثابتة، وبأثره الفوري، يقضي باعتراف الولايات المتحدة الأمريكية، لأول مرة في تاريخها، بسيادة المملكة المغربية الكاملة على كل منطقة الصحراء المغربية.
ولف البيان، إلى أنه تجسيدًا لهذه الخطوة السيادية الهامة، قررت الولايات المتحدة فتح قنصلية بمدينة الداخلة، تقوم بالأساس بمهام اقتصادية، من أجل تشجيع الاستثمارات الأمريكية، والنهوض بالتنمية الاقتصادية والاجتماعية، لا سيما لفائدة ساكنة أقاليمنا الجنوبية.
وحسب البيان، أعرب ملك المغرب عن جزيل الشكر للرئيس الأمريكي وطاقمه، على هذا الدعم الصريح والمطلق، لمغربية الصحراء، وهو موقف يعزز الشراكة الاستراتيجية القوية بين البلدين والارتقاء بها إلى تحالف حقيقي يشمل جميع المجالات.
وأكد ملك المغرب، المواقف الثابتة والمتوازنة من القضية الفلسطينية”، مشيرًا إلى أن المغرب يدعم حلًا قائمًا على دولتين تعيشان جنبًا إلى جنب في أمن وسلام، وأن المفاوضات بين الطرفين الفلسطيني والإسرائيلي تبقى هي السبيل الوحيد للوصول إلى حل نهائي ودائم وشامل لهذا الصراع.
وأضاف البيان: انطلاقًا من دور ملك المغرب بصفته رئيسا للجنة القدس، المنبثقة عن منظمة التعاون الإسلامي، فقد شدد على ضرورة الحفاظ على الوضع الخاص للقدس، وعلى احترام حرية ممارسة الشعائر الدينية لأتباع الديانات السماوية الثلاث، وحماية الطابع الإسلامي لمدينة القدس الشريف والمسجد الأقصى، تماشيًّا مع نداء القدس، الذي وقعّه ملك المغرب، وقداسة البابا، خلال الزيارة التاريخية التي قام بها قداسته للرباط في 30 مارس 2019.
وفي وقت سابق، أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، اليوم الخميس، أن المغرب وإسرائيل اتفقا على تطبيع العلاقات بينهما بوساطة أمريكية.
وقال ترامب، في تغريدة على حسابه بموقع التواصل الاجتماعي تويتر، إن المغرب وإسرائيل اتفقا على إقامة علاقات دبلوماسية كاملة؛ ما يعد خطوة أخرى تاريخية نحو إرساء السلام في منطقة الشرق الأوسط.
وقال مسؤول أمريكي، إن المغرب وإسرائيل اتفقا على إقامة علاقات دبلوماسية كاملة في إطار الاتفاق.
وأعلنت الإدارة الأمريكية أن التطبيع بين إسرائيل والمغرب حصل بموجب اتفاق تم التفاوض عليه بمساعدة الولايات المتحدة.
وأصبح المغرب رابع دولة عربية تفتح فصلًا دبلوماسيًّا جديدًا مع إسرائيل منذ أغسطس الماضي، بعد الإمارات العربية المتحدة والبحرين والسودان.
وكجزء من هذا الاتفاق، وافق ترامب على الاعتراف بشرعية المغرب على الصحراء الغربية.
وقال مسؤول كبير في الإدارة الأمريكية، إن الاتفاق تم إبرامه خلال محادثة هاتفية بين الرئيس الأمريكي والملك المغربي محمد السادس.
وبموجب الاتفاق، سيقيم المغرب علاقات دبلوماسية كاملة ويستأنف الاتصالات الرسمية مع إسرائيل، ويسمح بعبور رحلات ووصول وقيام رحلات من إسرائيل وإليها لكل مواطنيه.
وقال جاريد كوشنر المستشار البارز في البيت الأبيض لرويترز: «سيقوم الطرفان بإعادة فتح مكاتب الاتصال في الرباط وتل أبيب على الفور، بنية فتح سفارتين، وسيعزز الطرفان التعاون الاقتصادي بين الشركات الإسرائيلية والمغربية».
وتابع قائلًا: «حققت الإدارة (الأمريكية) اليوم خطوة تاريخية أخرى.. الرئيس ترامب أبرم اتفاق سلام بين المغرب وإسرائيل في رابع اتفاق من نوعه بين إسرائيل ودولة عربية مسلمة في غضون أربعة أشهر».
ويأتي هذا استكمالًا لتوقيع عدد من اتفاقيات التعاون بين عدد من الدول العربية وإسرائيل برعاية أمريكية، كان آخرها مع مملكة البحرين.