طور العلماء مادة حيوية جديدة تساعد العظام على الشفاء بشكل أسرع، من خلال تعزيز قدرة الخلايا الجذعية للبالغين على التجدد.
وقد نُشرت الدراسة، التي قادها باحثون من الكلية الملكية للجراحين في أيرلندا ومؤسسة صحة الأطفال تمبل ستريت، الإصدار الحالي لمجلة “ Biomaterials ”، وهي أعلى مجلة في مجال علوم المواد الحيوية.
وقد اكتشف الباحثون سابقًا جزيئا يسمى “ JNK3″، وهو محرك رئيسي لخلايا الأطفال الجذعية التي تكون أكثر حساسية لبيئتهم وتتجدد بشكل أفضل من البالغين، وهذا يفسر جزئيًا على الأقل، سبب قدرة عظام الأطفال على التعافي بسرعة أكبر. وبناءً على هذه المعرفة، ابتكروا مادة حيوية تحاكي بنية أنسجة العظام وتضم جسيمات نانوية تنشط جزيء “ JNK3″.
وخلال الاختبارات ما قبل السريرية، نجحت المادة الحيوية في إصلاح عيوب العظام الكبيرة بسرعة وتقليل الالتهاب بعد شهر من الاستخدام، وأثبتت المادة الحيوية أيضًا أنها أكثر أمانًا وفعالية مثل المواد الحيوية الأخرى المحملة بالعقاقير لإصلاح العظام والتي ارتبط استخدامها بشكل مثير للجدل بآثار جانبية خطيرة، بما في ذلك السرطان أو العدوى أو تكوين العظام خارج مكانه.
من جانبه، قال البروفيسور فيرجال أوبراين، الباحث الرئيس في الدراسة ومدير الأبحاث والابتكار في الكلية الملكية للجراحين في إيرلندا: ”في حين أن هناك حاجة لمزيد من الاختبارات قبل أن نتمكن من بدء التجارب السريرية، فإن هذه النتائج واعدة للغاية“.
وأضاف البروفيسور أوبراين: ”أظهرت هذه الدراسة أن فهم البيولوجيا الميكانيكية للخلايا الجذعية يمكن أن يساعد في تحديد الجزيئات العلاجية البديلة لإصلاح العيوب الكبيرة في العظام وأنسجة الجسم الأخرى“.
كما صرح الدكتور أرلينج جونزاليس فازكويز، المؤلف الأول للدراسة ”لقد أثبتنا الآن أن تحديد الأهداف العلاجية المستوحاة من علم الأحياء الميكانيكي يمكن استخدامه لهندسة المواد الحيوية الذكية التي تعيد قدرة الشفاء الفائقة للأطفال في الخلايا الجذعية للبالغين“.