كانت شبحًا مخيفًا، وبعبعًا تدخل كل بيت مرتين في السنة على الأقل، فتكون ضيفة ثقيلة، فتخلخل كيان الأسرة، وتجعل عاليها سافلها، من أجلها ترسم الخطط، توزع المسؤوليات، تلغى الزيارات، تؤجل الأفراح والزيجات والمناسبات السعيدة. إنها الاختبارات وهي أداة قياس تؤدي إلى الحصول على بيانات كمية لتقييم شيء ما. (فرج،ص91). ويعرف كرونباك الاختبارات بأنها: طريقة منظمة لمقارنة سلوك شخصين أو أكثر.(عبد السلام، ص18).
وهي مصدر قلق لأبنائنا الطلاب ، وسبب ذلك الخوف من مستقبل مجهول، قد يكون محزنًا، وقد يكون مفرحًا، رسوب يترتب عليه البقاء في المرحلة الدراسية نفسها، وعدم الانتقال إلى المرحلة التالية، أو نشوة نجاح مؤهلة للانتقال إلى مرحلة لاحقة من المراحل الدراسية، فنتيجة الاختبارات تحتمل اختزال زمن الدراسة وتمديدها، صراع محتدم بين تفاؤل مطلوب، وتشاؤم منبوذ، أفكار إيجابية، وأخرى سلبية أمور مختلطة وضبابية مثبطة.
وهذا يحتاج إلى زرع الثقة في نفوس أبنائنا الطلاب، وبث روح التفاؤل والتنافس الشريف، وتجميل وجه المستقبل، وتذليل الصعاب.
إن من روافد زرع الثقة في النفس لدى أبنائنا الطلاب هو التعليم عن بعد، تلك التجربة التي نحجت فيها وزارة التعليم بمملكتنا الحبيبة السعودية العظمى، فكانت تجربة ناجحة بكل المقاييس، يشار إليها بالبنان من كل دول العالم في وقت استثنائي، استوعبت 6 مليون طالب وطالبة في مراحل التعليم المختلفة بنين وبنات، تعليم عام وعالٍ وتقني.
واختبارات العام الحالي 2020 تختلف عن كل ما سبقها من اختبارات، فالممنوع أصبح متاحًا بل يجب فعله، يؤدي الطلاب اختياراتهم في منازلهم وبين أهاليهم، ويسمح باستخدام كل وسائل التقنية وأدواتها (جوال، حاسوب، جهاز لوحي) القاعة فتراضية، والمراقب مراقبة ذاتية.
فلا داعي للقلق أبنائي الطلاب، استعينوا بالله، وراقبوه في السر والعلن، وفالكم التوفيق والنجاح جميعًا.