طرح الأستاذ جمعان بن علي الكرت رئيس المركز الإعلامي بمنطقة الباحة، ورقة عمل بعنوان “الصحافة ودورها التنموي” لطالبات قسم اللغة العربية بكلية العلوم والآداب ببلجرشي عبر منصة رافد.
وبدأت الأمسية الثقافية بكلمة لوكيلة الكلية الدكتورة فوزية العساف أشارت خلالها إلى البرامج والأنشطة التي تقوم بها الكلية بتوجيه ودعم من معالي رئيس جامعة الباحة البروفيسور عبدالله الحسين واهتمام من عميد الكلية الدكتور سعيد البهلوان.
وأضافت بأن نادي القمة العلمي يأتي في سياق الأنشطة التي تقوم بها الكلية بهدف الإعداد المتوازن لبناء الشخصية المتوازنة للطلاب والطالبات علميًا ومهنيًا وخلقيًا، مشيرة إلى أن النادي نفذ ما يزيد عن 28 نشاطا خلال عام 1441 هجرية، كما عمل على تحقيق مبدأ الشراكة المجتمعية بين جامعة الباحة والمجتمع من خلال الزيارات والاستضافات الخارجية.
بعد ذلك ألقى رئيس النادي الأدبي الثقافي الأستاذ حسن بن محمد الزهراني كلمة أعرب فيها عن سروره لمبدأ الشراكة بين النادي الأدبي وكلية العلوم والآداب ببلجرشي مشيدًا بالجهود التي تقوم بها جامعة الباحة مؤكدًا أن النادي يرحب بجميع الموهوبين والموهوبات في رحابه موجها دعوة للجميع على منبر النادي، ثم ألقى نصًا شعريًا بمناسبة ذكرى البيعة لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز -حفظه الله-، ليسلم الدكتور عبدالله العمري عضو هيئة التدريس بجامعة الباحة دفة إدارة الأمسية الثقافية استهلها بتقديم تعريف موجز عن سيرة المحاضر وحضوره في الجانب الأدبي والإعلامي، مشيدًا بالجهود التي يقدمها نادي القمة العلمي.
واستهل الأستاذ جمعان الكرت ورقته برفع أسمى آيات التهاني لمقام خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز ولسمو ولي عهده الأمين الأمير محمد بن سلمان – حفظهما الله- وإلى الشعب السعودي الوفي بمناسبة ذكرى البيعة السادسة لتولي الملك سلمان مقاليد الحكم، وقال الكرت نتساءل كثيرا ما الإعلام؟ ومتى بدأ الإنسان يتعاطى مع الإعلام؟ وهل يتنامى مع تطور البشرية؟ وما أنواعه والعوامل التي تسهم في نجاحه؟ وصولا إلى الصحافة ودورها التثقيفي والتنويري والتنموي مؤكدًا بأن الإعلام ضرورة لا غنى عنها بالتوجيه والتثقيف وإيصال الأخبار ليتحقق تطوير المجتمعات ورفع المستوى الفكري والمعرفي.
وأوضح أن العقل البشري يقوم بتحويل تلك المعلومات إلى معرفة واستجابات وتحليل ومعانٍ ومبادئ تتعلق بالحياة، وعرج في حديثه عن سبب إطلاق السلطة الرابعة على الصحافة إلى جانب السلطات التشريعية والتنفيذية والقضائية، مقدماً موجزًا عن تطور الصحافة في العالم التي بدأت بالنقوش على الصخور والكتابة على أوراق البردي وتسجيل الحوادث لتتابع الاختراعات لنصل إلى ثورة تقنية وانفجار معرفي مذهلين،
وبيّن أن الصحافة قامت بدورها في التعبير عن حاجات المجتمع موضحًا الدور الذي يجب أن يمتلكه الصحفي كتنمية الخبرة والتواصل مع الآخرين وتوسيع الثقافة والاطلاع على مستجدات الصحافة والتحلي بالصبر ليقدم رسالته بنزاهة وحيادية ووعي، ليعرج الكرت في الحديث عن تطور الصحافة السعودية بدءاً من صحافة الأفراد إلى إدماج الصحف وصولا إلى المؤسسات الصحفية والتي تُعد نقلة نوعية في تطور الصحافة السعودية ونجم عنها صدور الكثير من الصحف البارزة والقائمة حاليا.
وأعطى الكرت ملمحًا عن دوره الصحافة التنموي بوجود صحف متخصصة في الرياضة والثقافة والسياسة والاقتصاد إلى جانب ما تصدره من ملاحق وصفحات متنوعة مؤكدًا دور القارئ الحصيف في تقييم مستوى الصحف، وقال بأن التنامي الثقافي والتعليمي في وطننا كانا سببين في رقي تمهين الصحافة وارتفاع مستواها، وانعكس ذلك على المجتمع وعيا ومعرفة وثقافة.
وأشار إلى أن الصحافة في الفترة الراهنة كالحصان الأبيض الذي شق طريقة بجموح وطموح ولمسافات طويلة ليتراخى تاركًا فسحة للإعلام الجديد ووسائل التواصل السريعة لقدرتها على مواكبة الأحداث التي تجري وفي ذات اللحظة، ومحاولة من القائمين على الصحف الورقية في الاستفادة من المعطى التقني بتأسيس صحف رقمية تمثلها وتنقل كل محتوياتها وبطبيعة الحال أثر على توزيعها وقلل مواردها وجعلها تتراخى، إلا أن التاريخ أبدا لا ينسى الأدوار التي اضطلعت بها الصحافة في بلادنا خلال مائة عام مضت إذ ساهمت بدون شك في التنامي الحضاري والثقافي والتنموي الذي يشهده وطننا الغالي على كافة الصعد.
واختتمت الأمسية بكلمة لوكيل الكلية الدكتور محمد اليحيى معربا عن شكره وتقديره لمقدم الورقة مؤكدًا استمرارية إقامة البرامج الثقافية المتنوعة كما أشادت الدكتورة إيمان السماني بمحتوى الورقة العلمية وما تضمنته من معلومات ثرية.
وطرحت الأسئلة في نهاية اللقاء حول الورقة عن دور الصحافة التنموي ليجيب عنها فارس الأمسية.