حدثت جائحة كورونا تحولات جوهرية على جميع المستويات في الحياة المعاصرة، وأعادت صياغة كثير من الفلسفات والمفاهيم والعلاقات على مستوى الأفراد والجماعات في مختلف الجوانب سياسيًا وصحيًا واقتصاديًا وتربويًا وغيرها.
ولامست هذه التغييرات الجذرية للجائحة ميدان التعليم ففرضت نمطًا تعليميًا خاصًا ينسجم مع معطياتها، وأبرزت القدرات الكامنة للثروة التقنية والتكنولوجية وتوظيفها في التعليم.
فالتعليم عن بُعد أصبح محورًا مركزيًا لدفع عجلة التعليم في ظل الجائحة، وتبعًا لذلك أصبح التعامل مع أدواته ضرورة ملحة لأطراف عملية التعليم (المعلم والطالب والأسرة) بصورة خاصة.
وتجربة التعليم عن بُعد في صورته لدينا من خلال منصة مدرستي والتعامل معها أعادت تشكيل كثير من الأنماط في حياة المعلم والطالب والأسرة والمجتمع، ولعلنا هنا نلقي الضوء على أحد جوانب التغيير التي أحدثتها تجربة التعليم عن بُعد لنمط الحياة الأسرية في مختلف مناحيها بصورة خاصة، والحياة الإجتماعية بصورة عامة.
كسر الخجل
تقول إحدى المعلمات: “نعم العملية غيرت حتى سير اليوم وأصبح يومًا دراسيًا واقعيًا، فمن خلال ممارستي للتدريس عن بُعد عبر منصة مدرستي فقد لاحظت التعليم عن بُعد كأنه حضوريًا وأكثر تفاعلًا مع الطالبات، حتى بعض الطالبات كان لديهن خجلًا من الإجابة أمام الجميع وبالتعليم عن بُعد كسر هذا الخجل وأصبح هناك تفاعل وتنافس بين الطالبات واهتمام أكثر من قبل وانضباط في الحضور”.
معلم رقمي
مشرفة الشؤون التعليمية بالقنفذة كافه العمري تقول: “تُعد تجربة منصة مدرستي تجربة نوعية ورائدة في ظل أزمة جائحة كورونا، فلقد ساهمت بفاعلية في نقل التعليم من بيئة تقليدية إلى بيئة تفاعلية توظف التقنية والتكنولوجيا لاستمرار سير العملية التعليمية، إذ لا يمكن تجاهل إيجابيات هذة التجربة، فقد ساهمت بشكل إيجابي في إكساب الطلاب والطالبات مهارات شخصية جعلتهم أكثر اعتمادًا على النفس وتنمية مهارات التعلم الذاتي والتحلي بالسلوك الرقمي الإيجابي لديهم، ومواكبة التطور التقني الحاصل في ظل رؤية المملكة ٢٠٣٠ والتحول الرقمي، كما تنهض المنصة بالمعلم لتجعل منه معلم رقمي قادر على مواكبة مستجدات العصر ومتطلبات التعليم عن بُعد”.
الأسرة والسلبيات
الأسرة شريك رئيسي ومهم في العملية التعليمية وأصبحت الأسرة في منصة مدرستي شريكًا رئيسيًا ومهمًا كونها الجهة الإشرافية المباشرة على متابعة الأبناء أثناء تعلمهم في المنصة والاهتمام بمستوى تحصيلهم العلمي، لذلك فإن هذه التجربة من وجهة نظري تُعد خطوة ناجحة للتحول الرقمي وفق رؤية المملكة ٢٠٣٠ فالجميع استفاد منها رغم أنه قد يكون هناك القليل جدًا من الصعوبات والسلبيات والتي يمكن إيجاد الحلول لها والتغلب عليها مع قادم الأيام لكن هناك الكثير من الإيجابيات.
عبء المواصلات
تقول ولية أمر: “أدت المنصة دورًا فعالًا في ربط الفرد والأسرة والمجتمع في وقت واحد من خلال بث التعليم للطالب في جو الأسرة وربطها بالمجتمع، فهناك سهولة على الأم للمتابعة ومعرفة ما يدور أثناء الحصة ما بين ابنتها والمعلمة ومدى التفاعل بينهن. كذلك أصبح من السهولة واليسر إنجاز عملية التعليم بشكل أفضل والتغلب على العديد من الصعوبات التي كانت تواجه المدرسة والمنزل ومتابعة للمستوى التحصيلي والغياب، غير أن المنصة تمكن الطالبة من إكمال يومها الدراسي بيسر وسهولة في أي مكان حتى لو كانت في سفر فبواسطة الإنترنت يمكنها حضور حصصها وإنجاز ما يسند لها من معلماتها. كذلك يسَّر التعليم عن بعد للأسرة أشياءً كثيرة منها المواصلات والتجهيزات المدرسية التي كانت عبءًا على الكثير منهم في بداية العام الدراسي”.
وفر اقتصادي
تقول رئيسة الشؤون التعليمية مكتب التعليم بالقوز لطيفة الشاردي: “من المؤكد أن التعليم عن بُعد من خلال منصة مدرستي حقق أهدافه النوعية في تعامل الأسرة السعودية مع التقنية ووسائل التواصل الإجتماعي في العلوم والمعارف والمقررات المدرسية، وتواصل الطلاب والطالبات مع المعلمين والمعلمات والقيادات المدرسية والإشرافية، وأوجد بنية تواصل تقني محدد ومعروف لدى الغالبية الكبيرة من أفراد الأسر بمختلف علاقاتهم الأسرية مع المستهدف بالتعلم والتعليم والإشراف عن بُعد، وحقق رصيدًا زمنيًا وتقاربًا مكانيًا ووفرًا اقاصاديًا لدى الفرد والأسرة والمجتمع.. ووزارة التعليم في المملكة العربية السعودية قدرت ووفرت لهذا التعليم الجديد الإمكانات التقنية والمقدرات المالية وفرق العمل والنظام والسيطرة التقنية والفنية لتحقق الأهداف التربوية والتعليمية والإرشادية التي كانت تُمارس مكانيًا من خلال المبنى المدرسي ومحتواه وإمكاناته البشرية والمادية والفنية”.
القرن الحادي والعشرين
تشارك بالرأي المرشدة الطلابية فاطمة العذيقي فتقول: “التعليم عن بُعد أحدث نقلة جذرية للتعليم بلا منازع لأنه أصبح حاجة وواقعًا ملحًا لجميع أفراد المجتمع، وذلك بسبب ما نحن فيه من جائحة كوفيد ١٩ الاي أصابت العالم أجمع وأوقفت الحياة. ورغم كل هذا استمر التعليم عن بُعد فنحن من يصنع الفرص الجميلة من التحديات العظيمة، ونصنع بأيدينا القرار لتكون نتائجة مشرقة وذات أهداف نبيلة لكل الأفراد. وتقوم هذه الأهداف على عناصر أساسية في استمراره، ونجاحه هي:
١- معلم رقمي مبدع في استخدامه للتكنولوجيا والبرامج التقنية، ومتقن لمهارات القرن الحادي والعشرين.
٢- طالب غرست فيه العديد من القيم والسلوكيات الإيجابية الرقابه الذاتيةً، والمسؤولية، ومُحب لما هو فيه ورغم مكوثه لساعات طويلة إلا أنه يمارس التقنية، والبرامج الحاسوبية بكل شغف وإبداع لأنها محببة لديه.
٣- أولياء أمور تحملوا المسؤولية وأصبحت المدرسة الرقمية والأبناء على عاتقهم لأنهم القادة الذين تنصب عليهم أفضل النتائج، وذلك بتوجيهاتهم، ومتابعتهم فهم محرك للدفة، وربان الرحلة نحو النجاح، ولأنهم الوسيط الجذري لهذه العملية التعليمة وحجز الأساس لنجاحها.
فبهذه العناصر (المعلم – الطالب – أولياء الأمور) توحدت الأهداف لاستمرار التعليم رغم جميع الصعوبات والمعوقات التي حدث في بداية انطلاقته في المدرسة الافتراضية (منصة مدرستي)”.
الفيروس والتعليم
كما تحدثت إحدى الطالبات عن الإيجابيات فقالت: “المنصة ساعدت على الحد من انتشار الفيروس، ومواصلة التعليم و تأدية الواجبات بأمان. أما عن سلبيات التجربة فأهمها الضغط على المنصة الذي قد يسبب التغيب عن بعض الحصص، وبطء الإنترنت وما يترتب عليه من عدم تأدية الواجبات في وقتها المحدد”.
موظفة ومنشغلة
تقول مشرفة القيادة بمكتب القوز فاطمة الشاردي: “نحن نعلم أن لكل تجربة في بدايتها سلبيات وإيجابيات ولكن في تجربة التعليم عن بُعد طغت الإيجابيات على السلبيات، فبالرغم من كوني موظفة ومنشغلة في المتابعة ما يُقارب ١٢ ساعة في اليوم إلا أنني أرى أن التعليم عن بُعد قد زرع في أبناءنا قيم وكفايات خلال هذه الفترة الوجيزة كالاعتماد على الذات، وتحمل المسؤولية واستشعار الأمانة، بالإضافة إلى الإبحار في عالم التقنية ومحاولة الاستكشاف وتذليل الصعاب التي تواجههم، أيضًا نستطيع القول أن متابعة الأسرة للطالب على منصة مدرستي حققت هدف إشراك الأسرة بشكل أكبر في العملية التعليمية وتحقيق الترابط الأسري خلال ساعات الدراسة في منصة مدرستي”.
السبورة البيضاء والشبكة السوداء
طالبة أُخرى تضيف عن المنصة: “تضمن استمرارية الدراسة وعدم الانقطاع وإنهاء الدرس بسلاسة. لكن هناك صعوبة في استعراض السبورة البيضاء في تطبيق التيمز، بالإضافة لعدم توفر الشبكة بشكل دائم”.
أخيرًا أنا مستقرة
تقول معلمة مغتربة: “طبعًا كل شيء في الحياة له أضرار وله فوائد، وسبحان الله لأول مرة منذ ثمان سنوات أبدأ أستقر أسريًا بسبب التعليم عن بُعد. والحمد لله التعليم عن بُعد كان في صالحي جدًا ويسر لي عملي فأكملت رسالتي ومهامي عبر منصة مدرستي كمعلمة مغتربة. وأسلط الضوء هنا كوني معلمة حاسب آلي ومن جهة الطالبات على أنه بالنسبة المادة الحاسب كان هذا الشيء في صالحهم تمامًا، فالتعليم عن بُعد جعل من الضروري أن يتوفر لكل طالبة جهاز ذكي أوحاسب آلي.. الأمر الذي ساعدنا نتعلم على مواقع وبرامج وتطبيقات أكثر من تعليمنا الحضوري.. خاصة وأنه ليست جميع المدارس يتوفر بها معامل حاسب آلي كاملة وجاهزة. التعليم عن بُعد تلقائيًا ساعد على تطوير مهارات التعامل مع الحاسب الآلي والتقنية من جميع نواحيها”.
أضراره على الصحة
تقول مديرة وحدة ارتقاء دهما عطيف: “المنصة غيرت نمط وحياة الأسرة السعودية بدءًا من جدول بداية اليوم الدراسي ومكان وزمان التعليم، وتهيئة الجو المنزلي. وحدث تغيير في بعض الأماكن داخل المنزل مرورًا باشتراكات الشبكة العنكبوتية وأجهزة الحاسب. كل هذا أضاف وجهة أخرى للتعلم فرضت وأصبحت واقعًا لم تتقبله كثير من الأسر ولكنه أصبح الجدول اليومي. وبدأت المحاسن وأوجه التطوير تظهر وستظل حتى انتهاء هذه التجربة والتي هي في وضعنا الحالي لربما فاقت محاسنها الجوانب الأخرى”.
وأردفت: “ما أعجبني شخصيًا من هذه التجربة حرص الأسر على التعليم وتغير الأدوار والأوقات خدمةً لهذا الهدف. وربما ما زال موضوع الشبكة واللقاء الطويل مع الأجهزة وأضراره على الصحة، لم يظهر بعد ولكن أظن أن هذا من مجالات التحسين القادمة بإذن الله”.
مسار حياة
يقول ولي أمر: “كان لمنصة مدرستي أثرًا كبيرًا في تغيير مسار الحياة، وساهمت في تطوير مهارة الطلاب في مجال التعلم الرقمي وفي أن يكون ولي الأمر مُطلع على العملية التعليمية ويقف على المستوى الدراسي لأبنائه”.
تجارب الوزارة
وفي ذات السياق تحدثت عميدة جامعة أم القرى فرع القنفذة الدكتورة شريفة الحازمي قائلةً: “إن دور الأسرة وبيئة التعليم المنزلي وغير المنزلي يتطلب حملة إعلامية واسعة ومكثفة تبين أدق التفاصل لدور الأسرة الذي يعد شريكًا أساسيًا لأول مرة في العملية التعليمية، على أن تتزامن هذه الحملة الإعلامية مع نقاشات موسعة مع كل فعاليات المجتمع والأسر والطلاب عبر منصات وقنوات واسعة الانتشار. كما أننا على يقين بأن خوض تجربة التعليم عن بُعد سيشكل منعطفًا نوعيًا يضاهي تجارب الوزارة عبر تجاربها وسيفتح آفاقًا واسعة للبحث عن النقاط المضيئة والفرص الملهمة أثناء خوض هذه التجربة، وهذا يتطلب النأي عن المركزية في التقييم والاستفادة من كل الممارسات التعليمية الجزئية وعدم تجاهل التجارب المختلفة والخاصة بمعلم عن معلم أو التجارب المختلفة والخاصة بمادة دراسية عن مادة دراسية أخرى أو التجارب المختلفة والخاصة بمرحلة تعليمية عن مرحلة تعليمية أخرى. وسنكتشف أن هذه التجربة غيرت نمط الحياة الأسرية وغيرت سلوكيات الطلاب وغيرت أساليب معلمين ومعلمات، ناهيك عن تغيير الكثير من الأنماط الإدارية والإشرافية التي كانت فيما مضى عبئاً وعائقاً للعملية التعليمية”.
العيون والفهم البطيء
تتحدث طالبة أخرى عن إيجابيات المنصة قائلة إنها ضمنت لتعليم هذا العام سهولة التواصل بين المعلم والمتعلم. ولكن لها سلبيات منها آلام العينين، وصعوبة تسليم الاختبارات الإلكترونية، والفهم البطئ للمعلومات، وبعض التطبيقات المهمة التي لا تعمل على بعض الأجهزة.
وذكرت مساعدة مدير مكتب التنمية الاجتماعية بالقوز آمنة الصحبي أن منصة مدرستي تتيح إمكانية تقييم المستوى التعليمي للمعلمات وتحديد مستوى الطالبات بالإضافة إلى التواصل مع أولياء الأمور. مضيفة: “ومنصة مدرستي توفر الوقت والجهد إذا تم الترتيب لها من قبل ولي الأمر والطالبة نفسها. وتساعد الطالبة في الاعتماد على نفسها كليًا وذلك من خلال اختيار المصادر التي تستوحي منها معلوماتها بذاتها دون تأثير الغير خاصة المرحلة المتوسطة والثانوية”.
المتوسطة والثانوية
وتوضح ولية أمر: “الحمدلله أن سهل لأبناءنا وبناتنا تعليمهم في هذه الجائحة التي جعلت منا جميعًا على قدر من المسؤولية في متابعة أبنائنا وتعليمهم”.
جنية وطوق نجاة
تضيف المعلمة جنية جابر: “مع نظام التعليم عن بُعد تغيرت الأحوال كثيرًا داخل المنازل، إذ انتظم الأبناء في متابعة الحصص الدراسية في مواعيد ثابتة، وأصبح عليهم أداء الفروض اليومية، الأمر الذي جعله طوق نجاة أعاد حياة العديد من العائلات إلى مسارها الطبيعي إلى حد بعيد، وكان وراء انضباط الأبناء من جديد”.
تناغم مع كورونا
وتؤكد مديرة الإشراف التربوي سابقًا السالمة الشنقيطي: “لقد سجلت الأسرة دورًا قياديًا رائدًا وصورة ناصعة البياض في المسيرة التعليمية عن بُعد أبرزت وعيها ودورها التربوي والتعليمي الواعي من خلال تلاحمها وتعاضدها مع الجهات التعليمية من خلال استراتيجية التعليم عن بُعد (منصة مدرستي) إيمانًا منها بأهمية التعليم فقد انغمست جميع الأسر بصورة ايجابية تفاعلية، أبرزت تناغم جيد في هذه الظروف الإستثنائية (جائحة كورونا) من خلال أداء دورها التربوي والتعليمي التشاركي بين ولي الأمر والمعلم ولعل هذه اللحمة تترجم مفهوم المدرسة المجتمعية. فما قدمته الأسرة عمل جليل وجهد كبير، تآزرًا مع الظروف الراهنة ينوه بدور الأسر وقدرتها على احتواء مهامها وأدوارها منذ بداية الجائحة إلى اليوم رغم ما تجد من مسؤوليات وعناء. وأشير بذلك للأم المربية بالمنزل والمعلمة بالمدرسة ذات المجهود المزدوج ولا شك أن هذا التعاضد بين المدرسة والبيت والذي كان سلوكًا ممارسًا بالفعل له مردود كبير جدًا في المجتمع ورعاية أبناؤه تربويًا وتعليميًا مما سيكون له أطيب الأثر للمجتمع كاملًا. ولعل هذه التجربة تكون بذرة مثمرة في دعم العلاقة الفعلية بين البيت والمدرسة وتبادل الأدوار التربوية والتعليمية في ظل معطيات التقنية الحديثة ووسائل التواصل الاجتماعي لجميع مراحل التعليم والتي ستهون الكثير بعد إرساء قواعد التعليم الإلكتروني وأدواته وأخذ القدر الكافي من البرامج التدريبية التي تخدم الجميع. سائلة الله لكل أم التوفيق والسداد فقد أثبتت أنها قادرة ولله الحمد”.
فتح ومواجهة
وتفيد المعلمة نسيلة الكديسي بأن: “التعليم عن بُعد فتح لأجيالنا موهبة التعرف على التقنية والتزود بها وحب الابتكار ومواجهة كل الصعاب لتحقيق الأهداف. وربما استصعبنا ذلك في البداية ولكن أصبحنا شغوفين بحبها وحب كل جديد يوصلنا إلى ما نريد فمرحبًا بجيل يتحدى كل الصعاب”.
القرى تعاني
يقول أحد أهالي محافظة القنفذة عبد الله المقعدي: “إن تجربة التعليم عن بُعد تجربة ناجحة وجميعنا في بداية الأمر كنا مستصعبين الأمر ولكن تجاوزنا الصعاب، وذلك بتوفيق الله سبحانه ثم بالتوجيهات من الإشراف التربوي، وكذلك قادة المدارس من الجنسين، وأولياء الأمور في متابعتهم لأبنائهم المستمرة، وأصبح الطالب أو الطالبة معتمدون على أنفسهم بالدخول للمنصة ومتابعة دروسهم اليومية، وأصبح هناك إلمام أو متابعة من أولياء الأمور لما يُعطى للطالب من دروس، وإذا كانت هناك إشكالية يتابع ولي الأمر مع قائد المدرسة، إلا أن بعض القرى تعاني من سوء خدمة شبكة الإنترنت مما إضطر بعض المعلمين إلى الوصول إلى منازل بعض الطلاب المتعثرين من سوء الخدمة وهذا يدل على حرص المعلم واهتمامه الكبير بشأن الطالب”.
العاملات والكبد
ونكمل مع أم وعضو هيئة تدريس بجامعة أم القرى عيشة القحماني الاي أوضحت أن التعليم عن بُعد ساعد في تعزيز دور الأهل في العملية التعليمية، بالإضافة إلى الميزة الأهم وهي اجتماع الأسرة، فبعض الأمهات العاملات مضطرات للسفر إلى أماكن عملهن، أما الآن فبفضل الله ثم أنظمة التعليم الحديثة لم يعد هناك حاجة لتكبد هذا العناء بالإضافة إلى المرونة في أداء الإختبارات عبر المنصة دون الحاجة للتوجه للمدارس في ظل هذه الجائحة.
صلاتي يا مدرستي
وحول الرأي والرأي الآخر نكمل حديثنا فتقول طالبة: “البقاء لفترات طويلة أمام الأجهزة الإلكترونية يسبب لي صداعًا نصفيًا”، مشيرة إلى عدم تخصيص وقت لأداء الصلاة، عدم وجود وقت كافٍ للانتقال بين الحصص.
الأباء والأمهات
وتستطرد ولية أمر: “بالفعل كان هناك تأثير واضح لمنصة مدرستي في الحياة اليومية سواء على الطلاب أو على الأسرة من توفير البيئة الملائمة للأبناء من أجل المواظبة اليومية على الحضور في المنصة والفصول من خلال الدراسة عن بُعد، وذلك بتوفير الإنترنت والهدوء التام وتذليل كل الصعوبات التي يمكن أن تواجه الأبناء والتزام الآباء والأمهات بمتابعة أبنائهم”.
راحة نفسية
تضيف ولية أمر أُخرى: “كانت منصة مدرستي شيئًا جميلًا وسببا وراحة نفسية لي ولأبنائي”.
عطل فني
تشيرالموظفة بمركز التنمية الإجتماعية بالقوز فاطمة القوزي إلى أن وجود المنصة ساهم في توفير الوقت والجهد والتفاعل بين الأسرة و المدرسة، وتجاوب قسم تقنية المعلومات وتقديم الدعم الفني أثناء وجود عطل فني في المنصة.
صقل المواهب
وحول نفس الموضوع قالت أم وعضو هيئة تدريس في جامعة أم القرى سمر الحربي: “تجربة منصة مدرستي لها العديد من الإيجابيات والسلبيات، فمن إيجابياتها تآلف الأسرة واستقرارها ومعرفة المستوى التحصيلي للطالب من قبل الأهل، وتعزيز جوانب القوة لديه وصقل المواهب، والتركيز على نقاط الضعف وكسر حاجز الخجل بينه وبين معلميه وزملائه، أما السلبيات فهي في ضرورة تواجد الأم بشكل كبير حول الأطفال خاصة في الصفوف الدنيا للسيطرة عليهم وضياع وهدر الكثير من وقتها وخصوصًا إذا كانت أمًا وموظفة، وفي النهاية فهو برنامج رائع أثبت كفاءته وقوته وأثبت أن لدينا كوادر سعودية تستحق أن نفتخر بها”.
ثلاثة أرباع
وعبرت المعلمة ليلى الناشري عن رأيها قائلة: “التعليم عن بُعد فعلًا شكل تغييرًا في حياة الأسرة أولًا واستحوذ على ثلاثة أرباع الوقت أو أكثر، فانشغل الوالدين بمتابعة الأبناء في الفترتين الصباحية والمسائية، ومما زاد الأمر حرجظا عمل الوالدين أو أحدهما، وترتب عليه إهمال بعض الأعمال الضرورية على حساب توفير الوقت لمتابعة المنصة”.
أخيرًا فوجود الإختلاف وتباين الآراء يبقى السائد هو تكامل الأدوار بين جميع الأطراف الطالب والمعلم والأسرة وكل من له علاقة بالتعليم، وأن قوام نجاح منصة مدرستي والتي تمثل هوية التعليم عن بُعد في تفعيل الأسرة لدورها فهي من يسقي الغراس حتى يثمر وتجنى ثمار غراسه.