أصدر فريق من العلماء في جامعة الملك عبد الله للعلوم والتقنية رسما توضيحيا للفيروس التاجي هو الأحدث على الإطلاق، ويظهر بدقة الشكل الخارجي والبنية الداخلية لبروتين الفيروس المسبب لمرض كوفيد-19، بحسب ما نشرته “ديلي ميل” البريطانية.
تم إنشاء التصور عبر نموذج ثلاثي الأبعاد ويجمع بين أحدث البيانات حول بنية فيروس سارس-كوف-2 الذي يسبب جائحة كوفيد-19.
ابتكر فريق العلماء السعودي النموذج لغرض المساعدة في التوصل إلى علاجات آمنة وناجعة لمرض كوفيد-19.
يعرض الباحثون، في مقطع فيديو، نموذجهم الذي يشتمل على طفرات البروتين من الخارج، بالإضافة إلى المادة الوراثية الموجودة داخل الغشاء الفيروسي.
ويقول أونديغ سترناد عالم الأبحاث في جامعة الملك عبد الله، إن النموذج ثلاثي الأبعاد يوضح البنية المتطورة الحالية لفيروس كورونا على المستوى الذري، كما يكشف عن تفاصيل كان من المستحيل رؤيتها سابقًا، من بينها كيفية تطور البروتينات النووية للفيروس والتي “تُشكل بنية تشبه الحبل بداخلها”.
ويضيف سترناد أن النهج الذي استخدمه فريق الباحثين في جامعة الملك عبد الله لتطوير النموذج، يمكن أن يوجه البحث البيولوجي إلى اتجاهات جديدة واعدة لمكافحة انتشار كوفيد-19، حيث يمكن أن يساعد العلماء على دمج المعلومات المكتشفة حديثًا في النموذج بسرعة، وبالتالي توفير هيكل محدث للفيروس.
وقام الباحثون بالتقاط صور عالية الدقة للسطح الفيروسي من مسح المجاهر الإلكترونية.
وتكشف هذه الأشكال عن المظهر المحدد للسطح الفيروسي، كما تُظهر البروتينات والمستقبلات البارزة من سطحه.
ويوضح النموذج كيفية قيام الفيروس بخداع مستقبلات ACE2 لبعض الخلايا البشرية بما يفتح المسار لدخولها وتجاوز الدفاعات وإصابة الشخص بالمرض.
وتكمن أهمية النموذج ثلاثي الأبعاد في أنه يدمج بيانات من مصادر متعددة ومتنوعة بما يساعد في ملء الفجوات المعرفية المتعلقة بالتكوين الداخلي للفيروس التاجي.
وتتضمن تلك البيانات معلومات عن خيط RNA الفردي لفيروس كورونا المستجد وبروتينات القابسيدات النووية التي توفر له الحماية، إلى جانب تصور كيفية تواجد جميع جوانب الفيروس داخل الكائن الحي وتفاعلها مع بعضها بعضا، ما أسفر في نهاية المطاف عن طرح التصور الأكثر دقة على الإطلاق حتى الآن للفيروس المستجد المتسبب في الجائحة.
ويتميز النموذج الجديد بالمرونة، بحيث إنه يمكن تطويره وتحديثه أولا بأول في حالة كانت هناك أي فرضية غير دقيقة في البيانات المدمجة أو كلما تم التوصل إلى بيانات أكثر حداثة أو دقة.