عقدت الرئاسة العامة لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي بالتعاون مع الرئاسة العامة لهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ندوة بعنوان ( كيف نكون قدوة ؟) والتي جاءت تنفيذاً لتوجيهات صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل مستشار خادم الحرمين الشريفين أمير منقطة مكة المكرمة , لتناقش عدت محاور رئيسية منها ( مفهوم القدوة , وأهميتها وصفات المتأسي بها ,ونماذج من القدوة الحسنة , وتقديم التوصيات والعمل عليها ) .
وفيه مستهل الندوة ألقى معالي الرئيس العام لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي الشيخ الدكتور عبد الرحمن بن عبدالعزيز السديس كلمة قال فيها : إن الأفراد والمجتمعات ورقيّ الشعوب والبيئات لا يتم إلا بالعناية الفائقة بموضوع القدوة الذي هو هاجس العلماء والكماء وقضية الدعاة والمربين . مطلب ملح لدى الدولة والحكومات وذات تأثير جلي في الاعتقاد والسلوك , ولها أثر عظيم في تشكيل الشخصية الإنسانية وبناء الحضارة .
وأضاف معاليه معرفاً القدوة بأنها : الاقتداء بأهل الحق ومتابعتهم والتأسي بهم في فعل الحسنات وترك السيئات .وتكمن أهمية القدوة الحسنة في إيجاد المثال الحي المرتقي في درجات الكمال في فئات المجتمع , وأنّ القدوة الحسنة المتحلية بالفضائل العالية تعطى الآخرين قناعة بأن بلوغ هذه الفضائل من الأمور الممكنة ,واتخاذ القدوة ذلك أيسر وأسرع في إيصال المعاني التي يريد الداعية إيصالها للمقتدى من المواعظ والنصائح القولية , والتعليم بالقدوة من أعظم الوسائل التعليمية تأثراً في التلقي وثباتاً للمعلومة .
كما أشار السديس إلى أهم صفات القدوة الحسنة وهي العقل والحلم والاحتمال والعفو عند القدرة والشجاعة والنجدة ,وحسن العشرة والأدب وبسط الخلق مع أصناف الخلق , والتواضع , والوفاء بالعهد , والزهد في الدنيا والتقلل منها .
ويصف لنا معاليه الآثار الحسنة التي تتركها القدوة على الفرد والمجتمع قائلاً : إن القدوة ترجمة عملية واقعية للمبادئ والأفكار تستطيع أن تجمع الناس حول المثل الأعلى .
وينوّه السديس في ختام كلمته بعدة توصيات منها : إصدار موسوعة علمية متعلقة بالأخلاق الإسلامية , إصدار مؤلف مستقل بعنوان ( كيف نكون قدوة ؟) بعدة لغات , إقامة ورش عمل للقيادات العاملة في الحرمين الشريفين , إقادة دورات تدريبية للعاملين في الحرمين الشريفين , تخصيص مقرر دراسي في المؤسسات التعليمية الشرعية عن فقه الأخلاق الإسلامية , إنشا حسابات خاصة بعنوان ( كلنا قدوة ) في وسائل التواصل الاجتماعي , التنسيق مع القنوات الفضائية والصحف المحلية لتوعية الناس بأهمية اختيار القدوة الحسنة .
ويقدم معالي الرئيس العام شكره وتقديره وامتنانه لصاحب هذه المبادرة (كيف نكون قدوة؟) الأمير المتألق صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل مستشار خادم الحرمين الشريفين أمير منطقة مكة المكرمة ,ويوصل شكره وتقديره لجميع الإخوة القائمين على هذا البرنامج المبارك سائلاً المولى عز وجل أن يحفظ خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود وسمو ولي عهده الأمين صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن نايف بن عبدالعزيز وولي ولي عهده صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز , وأن يحفظ بلادنا بلاد الحرمين الشريفين من كل سوء ومكروه وزادها أمناً وإيماناً وسلاماً واستقراراً وجعلها سخاء رخاء وحفظ عليها عقيدتها وقيادتها وأمنها ورخائها وسائر بلاد المسلمين .
تلا ذلك كلمة ألقاها معالي الرئيس العام لهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر الشيخ الدكتور عبدالرحمن بن عبدالله السند , ذكر فيها أهمية القدوة وما على المقتدي من واجبات وشروط وأولويات أن يتقيد بها ويستلهمها من الأنبياء والسلف الصالح وضرورة أن يتحلى بالصبر واليقين الصادق وأن يحذّر من قدوات الشر الذي تضج بهم القنوات الفضائية ومواقع التواصل الاجتماعي .
وفي ختام كلمته شكر صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل على هذه المبادرة الطيبة التي هي أصل الإسلام وشرعته ومبادئه السامية النبيلة , وشكر معالي الرئيس العام الشيخ الدكتور عبدالرحمن السديس على هذه المشاركة المثمرة والتعاون المبارك النافع , واعداً إياه بأن يمد جسور التعاون والتعاضد وأن يكونوا عوناً للإٍسلام والمسلمين .
ومن جهته نوّه معالي نائب الرئيس العام لشؤون المسجد الحرام الدكتور محمد بن ناصر الخزيم في مداخلة بضرورة الاهتمام بنقطتين رئيسيتين أولهما تدريب المديرين بأن يكونوا قدوة حسنة لمرؤوسيهم , والنقطة الثانية هي أن يطبق العاملين والموظفين في المسجد الحرام من الرئاسة والهيئة مبدأ القدوة الحسنة مع الرواد وقاصدي البيت العتيق .
