بهدف الاطلاع على المعالم الأثرية والمواقع التاريخية، زار عدد من الباحثين والمؤرخين والمهتمين بالآثار مركز عسفان، وتعرفوا خلال الزيارة على مكانة عسفان التاريخية والأثرية والاقتصادية والخدمية، واطلعوا على أكثر من 11 معلمًا أثريًا، و6 مواقع تأريخية.
واتضح للزوار كيف أصبحت عسفان مركزًا خدميًا للحجاج والمسافرين وسكان المراكز والمحافظات قديمًا وحديثًا وتعرفوا على المسميات التاريخية ومواقعها مثل حرة ضجنان وكراع الغميم وطريق الهجرة ونبع الوطية وغدير الأشطاط والمنطقة التي شرعت فيها صلاة الخوف بين حرة ضجنان وعسفان البلدة.
ووقف الجميع على الوادي الذي سأل النبي صلى الله عليه وسلم أبا بكر عن اسمه حين مروا به فقال رضي الله عنه “عسفان”، فقال عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم: “من هنا مر النبي هود وصالح”، وشاهدوا البئر الأثرية “بئر التفلة وبئر عثمان الجنانية”، وموقع التقاء أودية مدركة هدى الشام البياضة الصغو فيدة والمكان الذي تعسف فيه السيول، والذي أخذت المنطقة اسم عسفان منه، وكذلك بوابة النصيبا وعين شعثاء بالغولاء.
واسترعى انتباه الزائرين وادي الصغو ذو المزارع العثرية القديمة، والذي أطلق عليه قديمًا اسم مصر الصغير لخصوبة تربته ووفرة إنتاجه، واندهش الزوار حين شاهدوا قلعة عسفان المبنية منذ العصر العباسي والمرممة في ما تلاها من عصور آخرها العصر السعودي الزاهر.
ورسم الحربي صورًا تخيلية في أذهان الزوار عن مناخات القوافل واستراحات المسافرين وموقع المزاد في سوق عسفان القديم الذي قام بوظيفة الوسيط التجاري بين سكان المدن والبوادي والهجر، حيث الصناعات القديمة والمنتوجات الحيوانية والزراعية ومواد البناء الطبيعية.
وجرى التطرق للبوابة والممر الطبيعي ثنية غزال التابعة لمركز عسفان وأهميتها الاستراتيجية القديمة والحديثة، وذكر أن عددًا من الأنبياء والرسل مروا بعسفان في أثناء توجههم إلى مكة وعودتهم منها.
وعسفان أكسبتها طبيعتها الجغرافية والجيولوجية التميز بهذه الميزة والانفراد بهذه المكانة وجعلها تقوم بهذه الوظيفة حتى وقتنا الحاضر.
الزوار عبروا عن دهشتهم بما شاهدوا من ثراء تاريخي وأثري لعسفان، وأكدوا أهمية إبراز هذه المعالم وتوظيفها لتكون رافدًا ثقافيًا وسياحيًا واقتصاديًا يسهم في تنمية المكان وتطور الإنسان ووجوب جمع الحقائق التاريخية المتعلقة بهذه وتسخيرها في تنشيط ودعم السياحة.