توصل العلماء إلى استنتاج يفيد، بأن العادات والتقاليد الغذائية الوطنية تؤثر في معدل الوفيات بـ “كوفيد-19”.
ويشير العلماء إلى أن معدل الوفيات في البلدان التي تتبع حمية البحر الأبيض المتوسط مرتفعة، مع أن هذه الحمية تعتبر مفيدة للقلب والأوعية الدموية.
ويشير خبراء روس، إلى أن النظام الغذائي المتبع يؤثر في منظومة المناعة، التي بدورها تؤثر في شدة العدوى ومسار المرض. وكما هو معروف تتشكل منظومة المناعة خلال سنوات، لذلك لا يمكن تعزيزها بسرعة بالتحول إلى نظام غذائي جديد.
ونتيجة لموت الآلاف يوميا بسبب “كوفيد-19″، يحاول الباحثون منذ بداية الجائحة ايجاد سبب الاختلاف في معدل الوفيات في دول مختلفة، بهدف البحث عن طريقة لتخفيض هذه المعدلات.
وقد افترض فريق علمي برئاسة جان بوسكي من مستشفى برلين الجامعي، أن معدل الوفيات يتعلق بخصوصية النظام الغذائي الوطني أيضا.
واستنادا إلى بيانات جامعة جون هوبكينز، اكتشف الباحثون، أن أقل معدل للوفيات في البلدان الأوروبية هو في ألمانيا والنمسا والتشيك وبولندا وسلوفاكيا وفنلندا، حيث لا يزيد هذا المعدل عن 4%. وأعلى معدل في بلجيكا وفرنسا وإيطاليا وبريطانيا (10% وأعلى).
وقد افترض الباحثون أن بعض المواد الغذائية التي يتناولها سكان هذه البلدان تؤثر في معدل الوفيات بـ “كوفيد-19”.
ويقول الباحثون، “المواد الغذائية المحتوية على مضادات قوية للأكسدة أو لنشاط البروتين АСЕ2، مثل الملفوف الطازج والمخمر ينتشر تناوله في البلدان الأوروبية ذات معدل وفيات منخفض، وكذلك في كوريا وتايوان”.
ولوحظ أيضا أن معدل الوفيات في بلدان أخرى منخفض وذلك نتيجة لكثرة تناول الملفوف ومنتجات الألبان المخمرة.
وتقول الدكتورة ناتاليا بوغاتشوفا من جامعة سيتشينوف الطبية، تدخل منتجات الألبان قليلة الدسم ومنتجات الألبان المخمرة، في العديد من الحميات الغذائية، لأنها تحفز إفراز حمض البوليك وتحسن عملية التمثيل الغذائي للدهون والكربوهيدرات، وهي مصدر للكالسيوم وفيتامين D.
ومن جانبها تشير الدكتورة إيرينا بوتوروكو رئيسة قسم التغذية في جامعة جنوب الأورال الفدرالية، إلى أن تناول الملفوف ومنتجات الألبان المخمرة التي لها تأثير محفز وإيجابي في نبيت الأمعاء يعزز مقاومة الجسم للعدوى الفيروسية.
ويشير العلماء الروس، إلى أن النظام الغذائي هو أحد العوامل المؤثرة في معدل الوفيات بـ “كوفيد-19”. وتقول الدكتورة يوليا تشيخونينا، من الصعب الآن صياغة نظرية بهذا الشأن. لأن فيروس SARS-CoV-2 عدوى جديدة، ولا يمكن أن يكون للتغذية تأثير مباشر على مسار COVID-19. ولا يوجد منتج واحد، حتى المنتج الغذائي الأكثر فائدة، له نشاط مضاد للفيروسات. لكن التغذية يمكن أن تؤثر في منظومة المناعة، والتي تحدد حالتها احتمال الإصابة بهذه العدوى.
ومن جانبه يقول الدكتور أليكسي كوفالكوف، تلعب منظومة المناعة، دورا رئيسيا في مقاومة الجسم لـ “كوفيد-19″، ويؤكد على أنه يجب الالتزام بنظام غذائي معين على مدى عدة سنوات، لكي يؤثر في منظومة المناعة.
وأما الباحث ستانيسلاف أوستافنوف، بالطبع يمكن أن يؤثر النظام الغذائي في معدل الوفيات، لأن التغذية غير الصحية تؤدي إلى السمنة، التي بدورها تخلق مشكلات صحية مختلفة تؤثر في مسار المرض.
وتشير الدكتورة يلينا بيلوفا من الجامعة الروسية للصداقة، إلى أن مجموعة واسعة من العوامل تؤثر في مسار “كوفيد-19″، بما فيها عدم توازن النظام الغذائي والإكثار من تناول المواد الغنية بالسكر والدهون والمواد الحافظة ومحسنات النكهة، لأنها جميعا تسبب اضطراب عملية التمثيل الغذائي والسمنة ومرض السكري وغيره.