ليس تعصباً للتعليم عندما أجد نفسي مع وزارة التعليم ورجالها في تجربتهم المثيرة للدهشة في التعلم عن بُعد فهو مشروع وطن ومنجز تقني.
والتعليم عن بعد ليس مجرد خيار حقبة زمنية فرضتها الظروف الراهنة، بل هو طموح الوزارة في ظل التنافس المحمود بين الوزارات لتحقيق رؤية التحول الوطني، والتعليم عن بعد هاجس الدول المتقدمة وقد يستمر ويتجاوز الظروف والأزمات، وطبيعي أن يصاحب فترة التطبيق الفعلي عثرات وثغرات تتصدى لها العقول النيرة من أبناء الوطن.
واسمحوا لي أن من يلقي باللوم على الوزارة في فترة التطبيق المبدئية فهذا حكم سابق لأوانه، وقد لا أبالغ إن قلت أن التعلم عن بعد أفضل للطالب لعدة اعتبارات، فهناك أمامه كم هائل من الخيارات في المعلم وأساليب التدريس الحديثة، وتشجيع للطالب للبحث عن المعرفة وتلاقح الأفكار والتجارب، ويضاف لها أثر التعلم عن بُعد في تنمية قيم كثيرة منها احترام الوقت وتحمل المسؤولية وتطوير الذات والحوار والمناقشة.
نعم هناك بعض الظروف قد تقف عائقًا في بداية التجربة، ولكن مع مرور الوقت سنتعايش معها وسنتجاوز معوقاتها.
ولعلنا نتذكر أن العالم يطلق صواريخ من قارة لقارة وطائرات بدون طيار وغير ذلك والفضل للتقنية، فلا نتعجل النتائج وإصدار أحكامنا المحبطة خاصة والتفاؤل مطلب كل نجاح ومنهج نبوي.
ولا يعني ذلك أني ألغي إيجابيات الحضور للمدرسة، ولكني أتمنى عندما نعود للمدرسة أن نحافظ على مكتسبات التعلم عن بعد، والتي أجد نفسي بكل صراحة معها وأقول ياليتني كنت فيها جذعاً.
—————————————
* رئيس الشؤون التعليمية سابقًا
بمكتب تعليم العرضية الجنوبية المتقاعد (القنفذة)