كشفت وثائق جديدة اطلعت عليها شبكة “فوكس نيوز” أن قطر مولت صفقات الأسلحة لصالح ميليشيا “حزب الله” الإرهابية، ما يعرض القوات الأمريكية البالغ عددها 10 آلاف عنصر والمتمركزة في قطر، للخطر.
وتستضيف قاعدة “العديد” العسكرية في قطر مقرا للقيادة المركزية الأمريكية وأسرابا من القوات الجوية الأمريكية.
وقالت الشبكة الأمريكية إن مقاولاً أمنياً يدعى “جيسون جي”تمكن من اختراق عمليات شراء الأسلحة في قطر واكتشاف تفاصيلها.
ونقلت الشبكة عن جيسون قوله إن “أحد أفراد الأسرة المالكة في قطر صرح بتسليم عتاد عسكري إلى “حزب الله” الذي تم تصنيفه من قِبل الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي ككيان إرهابي”.
ويوثق الملف، الذي تقول الشبكة إنها تحققت من صحته، الدور المزعوم الذي لعبه أحد أفراد العائلة المالكة القطرية منذ عام 2017 في مخطط واسع النطاق لتمويل الإرهاب.
وذكرت الوثائق أن عبد الرحمن بن محمد سليمان الخليفي، سفير قطر لدى بلجيكا وحلف شمال الأطلسي، سعى إلى دفع 750 ألف يورو لجيسون جي لشراء صمته حول دور النظام القطري في تمويل وتسليح المنظمة الشيعية “الإرهابية”.
وقال جيسون جي إنه في اجتماع في يناير 2019 مع الخليفي في بروكسل، قال السفير: “اليهود هم أعداؤنا”.
وأوضح المقاول الأمني، الذي يستخدم اسما مستعاراً لحماية نفسه من الانتقام القطري، إن هدفه كان “وقف تمويل قطر للمتطرفين، فيجب إخراج التفاح الفاسد من الصندوق لكي تكون قطر جزءاً من المجتمع الدولي”.
وفي عام 2017، قال الرئيس دونالد ترامب إن قطر “تمول الإرهاب على مستوى عالٍ جداً”، ولكن بعد ذلك بعام، عكس ترامب أقواله، وقال في اجتماع مع حاكم قطر، الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، إن قطر تحارب المتطرفين.
ووفقا لصحيفة “نيويورك تايمز” يعزى نجاح قطر في حمل ترامب على التراجع عن أقواله، إلى جهد مكثف ومكلف من قِبل قطر وجماعات الضغط المدفوعة الأجر.
وتلقي الوثائق الجديدة، التي تكشف تمويل قطر لواحدة من أكثر الحركات ”الإرهابية“ دموية في جميع أنحاء العالم، بظلال من الشك على شراكة قطر مع الولايات المتحدة في مجال ”الإرهاب“.
وتقول ”فوكس نيوز“ إن من المهم تذكر أن عزمي بشارة هو برلماني عربي إسرائيلي سابق كان متهماً بمساعدة ”حزب الله“ في حربه ضد إسرائيل في عام 2006، إلا أنه وجد ملاذاً ورعاية ملكية وحصانة من المحاسبة الجنائية في الدوحة.
وفي مقابلات مع الشبكة، دعا سياسيون أوروبيون بارزون لشن حملة سريعة على دعم قطر وتمويلها المزعوم للإرهاب و“حزب الله“.
وقالت ناتالي جوليه، عضوة مجلس الشيوخ الفرنسي التي قادت لجنة تحقق في الشبكات الجهادية في أوروبا وقدمت تقريرا لحلف شمال الأطلسي حول تمويل الإرهاب: ”يجب أن يكون لدينا سياسة أوروبية للتعامل مع قطر، وأن نكون حذرين بشكل خاص من تمويلها للإرهاب، ويجب على بلجيكا أن تطلب من الاتحاد الأوروبي إجراء تحقيق وتجميد جميع الحسابات المصرفية القطرية في تلك الأثناء“.
وأضافت :“علينا رسم سياسة عامة مع تحذير خاص وسياسة حكيمة لمنع أي تمويل للإرهاب، خاصة من دول مثل قطر أو تركيا التي تدعم جماعة الإخوان المسلمين وأيديولوجيتها الخطيرة المعادية للسامية“.
وقال إيان بايسلي جونيور، عضو البرلمان البريطاني الذي يتتبع تمويل الإرهاب، للشبكة إن ”سلوك النظام القطري أمر مشين ويجب على الحكومة في المملكة المتحدة وبلجيكا على حد سواء أن تتصرف بحزم“.
وأضاف: ”هذه الادعاءات خطيرة جدا خصوصا أن السفير المذكور هو سفير قطر للحلف الأطلسي، ويجب التحقيق في الأمر واتخاذ الإجراءات المناسبة“.
وتابع: ”حزب الله مجموعة إرهابية محظورة في بريطانيا ولا يمكن التسامح مع التعاون معهم، وسأتصل غداً بوزير الخارجية في المملكة المتحدة وأطلب منه التحقيق في هذه الادعاءات وتقديم العرائض إلى السفير“.
بدوره قال إفرايم زوروف، من منظمة حقوق الإنسان الأمريكية إن ”دور قطر في تمويل إرهابيي حزب الله يتطلب اتخاذ إجراءات فورية ضد المتورطين وطردا فوريا للسفير القطري في بلجيكا“.
وذكرت ”فوكس نيوز“ أن جمعيتين خيريتين قطريتين قدمتا مبالغ نقدية لحزب الله في بيروت ”تحت ستار الغذاء والدواء“، وهما جمعية الشيخ عيد بن محمد آل ثاني الخيرية ومؤسسة التعليم فوق الجميع.
وأكد جيسون جي، الذي عمل لصالح عدة أجهزة مخابرات، أن كبار مسؤولي المخابرات الألمان ينظرون إلى ملفه على أنه مهم وأصلي. وذكرت صحيفة ”دي تسايت“ الأسبوعية الألمانية الشهر الماضي أن ملف جيسون جي يقدر بحوالي 10 ملايين يورو.
وبحسب تقرير ”فوكس نيوز“، تورطت الأنظمة المالية والخيرية في قطر في مخططات أخرى مزعومة لتمويل ”الإرهاب“ أيضاً. وذكرت صحيفة ”واشنطن فري بيكون“ في يونيو أن دعوى قضائية قُدمت في مدينة نيويورك، أكدت أن مؤسسات قطرية، بما في ذلك مؤسسة قطر الخيرية، المعروفة سابقاً باسم جمعية قطر الخيرية، وبنك قطر الوطني، مولت منظمات فلسطينية.
وكان من بين المدعين في القضية عائلة تايلور فورس، وهو جندي أمريكي قتلته حركة ”حماس“ الفلسطينية في عام 2016.
وذكرت الدعوى أن ”قطر استغلت عدة مؤسسات تهيمن وتسيطر عليها لتحويل الدولارات الأمريكية إلى ”حماس“ وحركة ”الجهاد الإسلامي في فلسطين، تحت ستار التبرعات الخيرية.
وفي عام 2014، اتهم وزير التنمية الألماني غيرد مولر قطر بتمويل إرهابيي تنظيم داعش، وقال في لقاء مع قناة ZDF الألمانية: ”هذا النوع من الصراع والأزمات دائما ما يكون له تاريخ، فقوات داعش هم أبناء ضالون وبعضهم من العراق، وفي هذه الحالات يجب أن يتساءل المرء من يقوم بتسليحهم وتمويلهم، والكلمة الرئيسية هنا هي قطر، وكيف نتعامل مع هؤلاء الناس والدول سياسيا“.
وقال مسؤول في سفارة قطر في العاصمة الألمانية لصحيفة ”برلينر تسايتونغ“ الشهر الماضي في ما يتعلق بمزاعم جيسون جي إن ”قطر تلعب دورا محوريا في الجهود الدولية لمكافحة الإرهاب والتطرف في الشرق الأوسط“.
وأضاف: ”لدينا قوانين صارمة لمنع ومراقبة تمويل الأفراد للإرهاب، وكل من يثبت أنه يشارك في نشاط غير قانوني يحاكَم ويعاقَب إلى أقصى حد يسمح به القانون“.
وفي تصريح للشبكة، قالت وزارة الخارجية الأمريكية: ”إن قطر هي واحد من أقرب حلفاء الولايات المتحدة العسكريين في المنطقة، والتعاون العسكري والأمني بين الولايات المتحدة وقطر يجعل المنطقة أكثر أماناً واستقراراً، وحوالي 80% من عملياتنا الجوية لمكافحة الإرهاب تنطلق من قاعدة العديد الجوية“.