لم تتوقع مجموعة من العلماء في المجر وهم يجرون تجارب ضمن دراسة لإنقاذ سمك الحفش من الانقراض، أن تأتي النتائج بشيء مختلف تماما عما كانوا يسعون إليه، لكن الصدف تقود أحيانا إلى أشياء أكثر غرابة من المتوقع.
فبينما كان العلماء يسعون إلى إنقاذ سمك الحفش، الذي يستخرج منه الكافيار، من خلال تشجيعه على التكاثر اللاجنسي، فوجئوا بتزاوج نوعين من السمك، يطلق على الأول الحفش الروسي، والثاني المجداف الأميركي، لتنتج سمكة جديدة “هجينة”.
كيف حدث ذلك؟
وضع الباحثون سمك المجداف الأميركي، وهو معرض للانقراض أيضا، في الحوض نفسه مع سمك الحفش، من أجل توفير حيوانات منوية لمساعدة سمك الحفش على التكاثر تلقائيا، لكن الأمور لم تحدث كما أراد العلماء.
فبدلا من نقل الحيوانات المنوية من المجداف إلى الحفش، حصل التهجين بين النوعين عبر الحمض النووي، خصوصا أن سمك الحفش لا يختلف من الناحية الوراثية عن سمك المجداف، إذ ينتميان إلى المجموعة نفسها.
وما زاد من غرابة الباحثين، أن محاولات تهجين سابقة بين سمك المجداف الأميركي وسمك الحفش الروسي لم يكتب لها النجاح، وفق ما كتبوا في نتائج دراستهم، حسبما ذكرت شبكة “سي إن إن” الإخبارية الأميركية.
وقال المؤلف الرئيسي للدراسة، جيني كالدي، الباحث في استزراع الأحياء المائية بمعهد البحوث السمكية في مركز أبحاث الثروة السمكية في المجر إن “التهجين حصل بين السمكتين على الأرجح، لأن نمو سمك الحفش بطيء للغاية”.
وأضاف أنه “رغم أن سمكة المجداف الأميركي والحفش الروسي تنتميان إلى عائلتين مختلفتين، فإنهما ليستا بعيدتين من الناحية الجينية، وهذا ما ساعدهما على إنتاج نسل جديد مختلف”.