توجد المواد الكيميائية السامة والملوثات في كل مكان، بما في ذلك أهم مكان في البيت وهو المطبخ، حيث أظهر بحث أن المواد الكيميائية المستخدمة في المبيدات الحشرية توجد نسبة منها في أواني الطهي غير اللاصقة، وهي مرتبطة بزيادة خطر الإصابة بالداء البطني.
الداء البطني Celiac disease:
هو مرض يصيب الجهاز الهضمي، ويهاجم فيه الجهاز المناعي أنسجة الأمعاء الدقيقة؛ فيسبب ضررًا لبطانة الأمعاء، مما يجعلها عاجزة عن امتصاص بعض مركبات الغذاء الضرورية.
ويؤدي ذلك في نهاية المطاف إلى نقص في الفيتامينات، ومنع وصول المركبات الغذائية الأساسية إلى الدماغ والجهاز العصبي والعظام والكبد وأعضاء أساسية أخرى، مما يؤدي إلى حدوث خلل في وظائف هذه الأعضاء على المدى الطويل.
ولحسن الحظ، يصيب هذا الداء ما يقرب من 1% من البالغين حول العالم، وكان يعتقد أنه مرض وراثي لكن اتضح أيضًا أنه ينتج عن تناول الأطعمة التي تحتوي على الغلوتين أو دخول ببعض المواد الكيميائية مثل ثنائي كلورو ثنائي الفينيل ثنائي كلورو إيثيلين DDEs إلى الجسم.
ما علاقة داء البطني بأواني الطهي غير اللاصقة؟
وترشح بعض أواني الطهي غير اللاصقة بعض المواد الكيميائية إلى الطعام المطبوخ فيها وهو ما يؤثر على الصحة، حيث يتم تصنيعها من مواد كيميائية مشبعة بالفلور وبمركبات الكربون الكلورية الفلورية.
وبحسب ما نشر في مجلة البحوث البيئية، فإن فريق كلية الطب بجامعة نيويورك خلصوا إلى أن الأطفال والشباب الذين يعانون من ارتفاع مستوى مادة ثنائي كلورو ثنائي الفينيل ثنائي كلورو إيثيلين في الدم كانوا أكثر عرضة للإصابة بالداء البطني بمقدار مرتين عن نظرائهم الذين لا يمتلكون مستويات عالية من المادة الكيميائية.
الإناث أكثر إصابة من الذكور:
وكشفت الدراسة عن مستوى الاختلاف في الإصابة بين الجنسين، حيث تبين أن الإناث أكثر عرضة للإصابة بالمرض إذا تعرضن لمستويات أعلى من المواد الكيميائية المستخدمة في أواني الطهي غير اللاصقة مثل البيرفلوروالكيل perflouoroalkyls أو مادة PFAs المستخدمة في تغليف الوجبات الجاهزة أو التفلون Teflon المستخدم لمنع التصاق الطعام في الأواني، وذلك بمقدار خمس إلى تسع مرات من الذكور.
وقال الباحث المشارك في الدراسة البروفيسور ليوناردو تراساندي: تحدد دراستنا أول رابط قابل للقياس بين التعرض البيئي للمواد الكيميائية السامة والداء البطني، وتثير هذه النتائج أيضًا تساؤلًا حول ما إذا كانت هناك روابط محتملة بين هذه المواد الكيميائية وأمراض الأمعاء المناعية الأخرى، والتي تتطلب جميعها مراقبة دقيقة والمزيد من الدراسة.
وأضاف أنه لا تزال هناك حاجة إلى مزيد من الدراسات لتحديد مدى ارتباط هذه المواد الكيميائية السامة بالداء البطني، حيث أشار إلى أن دراسة كلية الطب بجامعة نيويورك لم تتضمن عددًا كبيرًا من المشاركين، بحسب موقع Daily Health Post الطبي.