فجر الخميس الماضى، وبينما جلس أطباء مستشفى الدمرداش للاستراحة والتقاط الأنفاس بعد ساعات طويلة من العمل المتواصل، وصلت سيدة فى الـ25 من عمرها، مصابة بكسور متعددة فى العمود الفقرى، إثر قيام زوجها بإلقائها من الطابق الخامس بعد أن اكتشف أنها مريضة بفيروس كوفيد 19.
كانت حالة المريضة معقدة ومحولة من عدة مستشفيات رفضت استقبالها لصعوبة حالتها، لكن أطباء مستشفى الدمرداش، وعلى رأسهم الدكتور على مزيد، استشارى جراحة العظام والعمود الفقرى بجامعة عين شمس، تعاملوا مع الحالة، وخلال ساعات كانت فى غرفة العمليات تجرى جراحة دقيقة فى العمود الفقرى، لضبط الفقرات وتخفيف الضغط الشديد على الحبل الشوكى، الذى أصابها بشلل نصفى.
«المريضة جاءت بأعراض شلل نصفى ناتج عن كسر فى العمود الفقرى دون وجود كسر فى القدمين، فالأشخاص الذين يلقون أنفسهم من أعلى يتعرضون لكسور فى القدمين أما الأشخاص الذين يقذفون من الأدوار العليا لا بد أن يكون هناك كسر فى العمود الفقرى»، قالها «مزيد»، مؤكداً أنه على الرغم من أعراض «كورونا» التى كانت واضحة على الحالة، فإنه والفريق الطبى لم يتردد لحظة فى التعامل معها وبدء الإجراءات المطلوبة لإنقاذ حياتها: «لا يوجد فى الدمرداش غرفة عمليات مجهزة لاستقبال حالات كورونا ولكن نظراً لخطورة حالة السيدة التى كادت أن تفقد حياتها، قررنا التدخل الفورى لإنقاذها وعمل اللازم واستخدام غرفة جراحات للأنف والأذن لإجراء الجراحة».
وحسب «مزيد»، الذى يمتلك خبرة 10 سنوات من العمل فى المستشفيات الجامعية فى الولايات المتحدة الأمريكية، تم تأسيس غرفة عمليات وعزل فى آن واحد لتلك الحالة، وارتدى هو والفريق الطبى المرافق له الملابس المخصصة للتعامل مع مصابة بـ«كورونا»، وتم إجراء الجراحة، ثم بدأوا فى عزل أنفسهم لمدة 14 يوماً عقب الجراحة كإجراء احترازى: «كان لا بد من العزل مدة 14 يوماً لكل الأطباء والممرضين الذين شاركوا فى الجراحة، للتأكد من عدم إصابتهم نتيجة الاختلاط بمصاب كورونا».