أثار بحث جديد لمعهد البحوث الطبية في أستراليا، آمالًا جديدًا في علاج أشرس أنواع سرطان الدم، إذ كشف البحث عن تغيّر جيني مبكر في خلايا الدم ونخاع العظام، وهو ما يمهد الطريق لتطوير علاجات لبعض سرطانات الدم.
ويوفر الاكتشاف بداية جيدة لعلاج سرطانات الدم؛ مثل متلازمة ”خلل التنسج النقوي“، وهو شكل شديد العدوانية من سرطان الدم، فضلًا عن السرطان النخاعي الحاد.
وقال الباحث الرئيسي، ورئيس برنامج السرطان التابع لمعهد البحوث الطبية (QIMR Berghofer)، البروفيسور ستيفن لين، إنه وفريقه قاموا بنقل أنزيم Cdx2 إلى خلايا الدم الطبيعية للفئران، ما تسبب في إصابتها بخلل التنسج النقوي، وسرطان الدم النخاعي الحاد.
وأضاف لين، أنهم توصلوا إلى أن أنزيم Cdx2 يقوم بإفساد سلوك الجينات الأخرى في الدم وخلايا النخاع العظمي، وينشر الضعف الذي يسمح بعد ذلك بتطور طفرات جينية أخرى، تؤدي إلى السرطان.
وأفاد بأنها عملية متدرجة تعكس عن كثب تطور خلل التنسج النقوي البشري إلى سرطان الدم النخاعي الحاد، حيث تحدث الطفرات الجينية في الدم والخلايا الجذعية ونخاع العظام، وتصبح هذه الخلايا غير الناضجة، خزانًا لسرطان الدم.
وأوضح الباحثون، أن أنزيم Cdx2 لا يوجد عادة في تكوين الدم الطبيعي، لذلك أظهرت الدراسات على الفئران، أن وجوده في مرحلة نمو الخلايا الجذعية المبكرة كان المحرك المحتمل لسرطان الدم.
واختبر الباحثون أيضًا، كيف أثر عقار ”الازاسيتيدين“ الذي يعالج سرطان الدم على أنزيم Cdx2، وتبيّن أن تقليل جرعة الدواء، وإعطاءه على فترة أطول كان أكثر فعالية في قتل خلايا Cdx2 وخلايا سرطان الدم من نظام العلاج القياسي، الذي يوفر جرعات عالية من الازاسيتيدين على فترات متقطعة.
وحسب مؤسسة اللوكيميا، فإن متلازمة خلل التنسج النقوي شائعة في المرضى الذين تزيد أعمارهم عن 60 عامًا، ويمكن أن تصيب الأطفال، لكنه أقل شيوعًا في الفئات العمرية الأصغر، ويمكن أن يتحول إلى سرطان الدم النخاعي الحاد، وهو نوع نادر من سرطان الدم، يمثل 0.8% من السرطانات المشخصة ويصعب علاجه.
وتم نشر نتائج البحث في المجلة الدولية المرموقة (Nature Communications)، وتم تمويل البحث من قبل الصندوق الوطني للصحة والأبحاث الطبية في أستراليا، ومؤسسة اللوكيميا.