أثار تحديد الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، منطقتي سرت والجفرة الليبيتين ”خطا أحمر“ أمام حكومة الوفاق الليبية، المدعومة من تركيا، تساؤلات حول مستقبل العمليات العسكرية، في الدولة التي تمزقها الحرب منذ سنوات، وما إذا كانت أنقرة ستمضي في مشروعها، الذي غير موازين القوة في غرب ليبيا.
وقال الرئيس السيسي السبت، إن أي تدخل لبلاده في ليبيا ”بات شرعيا، لحماية وتأمين الحدود الغربية المصرية من تهديدات المرتزقة وحقن دماء الشعب الليبي“، والأمر الذي ترفضه تركيا وحلفاؤها الليبيون، ممثلون بحكومة الوفاق.
وتعليقا على التصريحات المصرية قال مدير التوجيه المعنوي في الجيش الليبي، العميد خالد المحجوب، إن تركيا أدركت بعد تدخلها في ليبيا وسيطرتها على العاصمة طرابلس، أنها ”خرجت خالية الوفاض“، لأن النفط لا يزال بعيدا عنها، لذا تسعى من خلال حكومة الوفاق إلى مد سيطرتها على مناطق الهلال النفطي في شرق ليبيا.
واعتبر المحجوب في تصريحات لـ ”إرم نيوز“، أن ”الإنذار الذي وجهه الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، بأن سرت والجفرة خط أحمر، كان حاسما، وينطلق من حقيقة أن أمن ليبيا من أمن مصر، الأمر الذي ألجم الأطماع التركية في نفط ليبيا“.
وأكد المحجوب على أن الجيش الوطني الليبي قادر على الدفاع عن مناطق سيطرته، مشيرا إلى أن ”مصر هي الشريك الحقيقي لضمان أمن ليبيا“.
وأشار المحجوب إلى أن الجيش الوطني الليبي، ”استطاع رغم ظروفه الصعبة أن ينهض من جديد، ويبني وحداته العسكرية التي حررت غالبية ليبيا، غير أن دخول العدوان التركي على الخط، بقدراته العسكرية، يحتاج إلى توازن استراتيجي، وهو ما يمثله الجيش المصري“.
وقوبلت تصريحات السيسي، بترحيب واسع في مناطق سيطرة الجيش الوطني، وقال رئيس مجلس النواب الليبي عقيلة صالح، يوم الأحد، عبر بيان له نشر بموقع مجلس النواب الليبي، إن ”كلمة السيسي جاءت استجابة لطلبه أمام البرلمان المصري بضرورة تدخل الجيش المصري لمساعدة الجيش الليبي في وقف اعتداءات المليشيات الخارجة عن القانون والمدعومة من تركيا“.