يمكن توضيح مصطلح شبكات الجيل الخامس بأنها تقنيات لاسلكية، تنقل البيانات عبر الهواء من أبراج خلوية إلى الهواتف وأجهزة أخرى، بسرعة أكبر بكثير من المعتاد، وتتمثل أهميتها في زيادة معدل نقل البيانات وتقليل الوقت التشغيلي مما يحسن الإنتاج في القطاعات والشركات.
في مطلع أبريل 2020، استُهدفت عدة أبراج اتصالات خلوية في بريطانيا، بهجمات إحراق متعمدة، بعد أن ربطت “نظريات المؤامرة” عبر الإنترنت تفشي وباء كورونا بانتشار شبكات الجيل الخامس، رغم عدم وجود دليل علمي يؤكد وجود هذا الرابط.
زعم مستخدمو مواقع التواصل الاجتماعي، أن الفيروس انطلق من ووهان؛ لأن المدينة الصينية اعتمدت خدمة الجيل الخامس، وأن من المفترض أن ينتشر الوباء في مدن أخرى تستخدم “5G” أيضا.
فند الخبراء هذه المزاعم، موضحين أن فيروسا شديد العدوى، كان لينتشر بشكل أكبر في المدن المكتظة الموصولة بخدمة الجيل الخامس، وأن الوباء اجتاح بلدانا مثل إيران واليابان اللتين لم تدخلا خدمة الجيل الخامس بعد.
وعادت شبكات الجيل الخامس مع جدل جديد، أمس الإثنين، بعدما أطلقت شركة هواوي، حملة إعلانية ضخمة في بريطانيا، وذلك في وقت يعيد المسؤولون هناك، النظر في دور شركة التكنولوجيا الصينية في توريد المعدات لشبكات هذا الجيل، وأيضًا بعد تصريحات للوزيرة المكلفة بشؤون الاقتصاد الفرنسية، أنياس بانيه روناشير، أن فرنسا ترمي إلى إجراء مزاد للجيل الخامس لشبكات الهواتف النقالة بحلول سبتمبر، لمجاراة الدول التي تعمل على تحديث شبكات الاتصالات.
في الوقت نفسه، تواجه الشركة ضغوطًا متزايدة، خاصةً في أمريكا وأوروبا، جرّاء حملة تقودها الولايات المتحدة، تهدف إلى إقناع الحلفاء بتجاهل معدات الاتصالات التي توردها هواوي لتشغيل شبكات “G5″، لمخاوف من قيام بكين باستخدام هذه المعدات في التجسس أو التخريب.
عالميًا، يُتوقع أن تلعب شبكات الجيل الخامس دورًا مهمًا في قطاعات رئيسية، كالنفط والغاز، بجمع بيانات في وقت أقل وإتاحة وقت تشغيلي أكبر، والحد من مخاطر وتأثير الانقطاعات، إضافة لدورها في العناية الصحية عبر العمليات التي تعتمد على الذكاء الاصطناعي، والسيارات الذكية التي تستخدم التقنية نفسها.
ويشير بعض الخبراء إلى دورها في تأمين استدامة الأعمال والعمل عن بعد، في ظل مواجهة العالم لفيروس كورونا المستجد (كوفيد- 19).