نحن المعلمون، من يطلق علينا المهاجرون الرقميون، لكوننا تعاملنا مع التقنية في مرحلة متأخرة من حياتنا، اتضح لدينا بعد جائحة كورونا، والظروف التي مر بها وطننا، وتعليق الدراسة في منتصف الفصل الدراسي الثاني، واستبدالها بنظام التعليم عن بعد، أننا أمام مواطنون رقميون، “طلابنا” أثبتوا أنهم قادرون على التأقلم سريعًا في إكمال الدراسة من خلال المدرسة الافتراضية التي أتاحتها وزارة التعليم.. كان الكثير يعتقد أن طلابنا يحتاجون إلى تدريب مكثف لممارسة التعليم من خلال الأجهزة التقنية على اختلاف أشكالها وأنظمتها لكنهم أثبتوا وبجدارة أنهم قادرون وبإنجاز متقدم، لسان حالهم يقول: إن التقنية لغتنا الأم ونحن جيل العصر الرقمي لن نعاني في استخدامها.
في وقت قياسي تقلصت الفجوة بين استبدال النظامين في طريقة الدراسة -بفضل الله تعالى-، ثم بدافع رغبة التعلم لديهم ومعرفتهم التامة بالتعامل مع التقنية، تذكرت وقتها تلك الدراسات التي أثبتت أن الطفل السعودي يقضي ثلاث ساعات يوميًا مع الأجهزة المحمولة. كما أشارت الدراسة إلى أن هذا يعد المرتبة الثالثة عالميًا، كما أن الطفل السعودي يحظى بجهازه الأول في سن السابعة وأن ما يقارب ثلث الأطفال السعوديون يُسمح لهم بالاتصال بالإنترنت داخل غرف نومهم.
تلك الدراسات أكدت صحتها سرعة اندماج طلابنا مع التعلم عن بعد، بل والتفاعل معه، وحمَّلتنا مسؤولية القيام بدورنا مرشدين وموجهين لهم في استخدامها، بل وضرورة تعلمنا لها، واكتساب مهارات متقدمة فيها، ودمج التقنية في التعليم مستقبلًا ليكون دورنا بارزًا في توجيه أجيالنا نحو الإبداع والإنتاج في هذا العصر الرقمي وعدم الاكتفاء باستهلاكهم لها.
___
* الزلفي