قدر أخصائي أول خدمات طبية طارئة بهيئة الهلال الأحمر السعودي طلال العيسى متوسط محاولات الانتحار السنوي في المملكة بـ(450) محاولة، مؤكداً “الانتحار موجود في مجتمعنا رغم إنكار البعض وجوده، إلا أنه لا يصل لحد وصفه بالظاهرة، حيث تعد المملكة من أقل دول العالم تسجيلاً لحالات الانتحار، بنسبة (0.4) لكل (100) ألف نسمة”.
ولفت وفقا لصحيقة لـ”الرياض” إلى أن آخر إحصاءات منظمة الصحة العالمية تشير إلى تسجيل (2000) حالة انتحار يومياً في العالم العربي، وثلاثة آلاف حالة انتحار بأوروبا، بينما يضع قرابة (800) ألف شخص نهاية لحياتهم بالانتحار، وذلك يجعله ثاني أهم سبب للوفيات بين من تتراوح أعمارهم بين (15-29) عاماً على الصعيد العالمي.
وأشار إلى مباشرة فرق الهلال الأحمر خلال عام 2015م لقرابة (251) محاولة انتحار في مختلف مناطق المملكة، مضيفاً أنّ تلك الحالات وقفت عليها فرق الهيئة الإسعافية، وهي ليست جميع حالات الانتحار المسجلة في المملكة، حيث يقدر متوسط إجمالي حالات الانتحار السنوي (450) محاولة، وذلك بحسب الأرقام الواردة في التقارير الإحصائية السنوية لوزارة الصحة.
وقال: “لايزال الرجال أعلى من النساء في محاولات الانتحار، إلا أنّ الفارق تقلص بين الجنسين خلال السنوات الأخيرة، إذ تقدر حالات الانتحار عند الرجال بنحو (57%)، فيما تشكل حالات الانتحار النسائية قرابة (43%)”، مشيراً إلى أنّ وسائل الانتحار تختلف من بلد إلى آخر، ففي المملكة أغلب محاولات انتحار الذكور تمثلت في القفز من أماكن مرتفعة، والشنق بالحبال، وحرق الجسد، واستخدام السلاح الناري، فيما تلجأ النساء غالباً إلى تجرع السم، ومواد التنظيف، وتناول المواد الكيميائية، وتعاطي جرعات زائدة من الأدوية الطبية.
وزاد: “بحكم طبيعة عملي في المجال الصحي بالخدمات الطبية الطارئة فقد واجهت عدداً من هذه الحالات، التي نجحت أحياناً بوضع حد لحياتها، وفِي حالات أخرى فشلت، ويتضح أنّ ضعف الوازع الديني، والظروف الاجتماعية، والأمراض النفسية كانت من أبرز أسباب وجود حالات الانتحار بحسب اعتقادي”.
وشدد على أنّ الانتحار يعتبر مشكلة خطيرة للصحة العمومية، ويمكن توقيه من خلال التدخل الحكومي، ودراسة الحالات، وتوفير بيانات دقيقة، والعمل على وضع إستراتيجية وطنية شاملة للوقاية من الانتحار، تشارك فيها جميع القطاعات ذات العلاقة، وتكثيف التوعية الإعلامية، وتدريب العاملين الصحيين غير المتخصصين في تقييم وإدارة السلوك الانتحاري.