منظر يتكرر دائما في كل الأماكن العامة، أبطاله الكبار والصغار وجوه محدقة في شاشة هواتفها الذكية وأجهزتها اللوحية، هذه ليست ظاهرة مجتمعية فقط بل مشكلة عالمية تسعى كبار الدول لدراستها والحد من انتشارها، حيث تشير الإحصائيات في عام ٢٠١٨ أن متوسط استخدام الإنترنت للمستخدم الآن حوالي 6 ساعات في كل يوم، أي ما يقرب ثلث فترة استيقاظهم، فوقت لمواقع التواصل الإجتماعي ووقت للألعاب ووقت للخدمات التي تعمل عبر الإنترنت وغيره .
ما الذي يدفعنا للإدمان على مشاهدة الشاشة جل أوقاتنا ؟ هل هذا الوقت الذي تسرقه منا أجهزتنا الذكية يعود علينا بالنفع والفائدة ؟
نحن أمام تحدي رقمي وهو كيفية السيطرة وإدارة وقت الشاشة بذكاء، يعرف علماء التقنية في مركز الذكاء الرقمي بسنغافورة ( DQ Institut ) وقت الشاشة بأنه (الوقت الذي نقضيه أمام شاشة الأجهزة الإلكترونية من أجل الترفيه فقط)، ونستثني من ذلك وقت آداء الواجبات والمهام المدرسية والوقت الذي يشغله الطلاب في البحث والدراسة والوقت الذي نقضيه للتنمية المهنية.
لابد أن نتفوق على هذا التحدي بذكائنا الرقمي لاسيما ونحن مقبلون على تحول رقمي في التعليم ضمن مشروع بوابة المستقبل
السؤال هنا : هل المجتمع وأولياء الأمور والطلاب مؤهلون لهذا التحول الرقمي ؟
ليتحقق ذلك لابد من رفع مستوى ذكائنا الرقمي وذلك باكتساب مهارات الذكاء الرقمي ومنها إدارة وقت الشاشة، حيث لابد من استثمار هذا الوقت بعدة طرق منها :
١/ اكتساب مهارات جديدة مفيدة يطبقها الفرد في حياته الواقعية مثل مهارة الاستماع والتحدث في اللغة الإنجليزية، حفظ جدول الضرب، حفظ سور من القرآن.
٢/ اكتساب مهارات تقنية جديدة تصنع منه فرد قائد للتقنية بإنتاج محتوى رقمي مفيد.
٣/ مشاركة الأباء والأمهات وقت اللعب مع أطفالهم لجعل هذا الوقت وقت عائلي ممتع.
٤ / التقليل من وقت الشاشة باتباع قاعدة تسمى ( ٣.٢.١) بحيث تكون ساعات وقت الشاشة كالتالي : ( ٣ساعات فقط للعب أسبوعيا، ساعتان لوقت الشاشة يوميا، ساعة واحدة من أصل الساعتين اليومية هي للعب بينما تشغل الساعة الثانية في أي نشاط تقني آخر كمشاهدة مقاطع توعوية مفيدة أو بحث علمي أو تصفح انترنت)، مع التنويه أن مجموع ساعات اللعب خلال الأسبوع ٣ ساعات فقط كحد أقصى حسب القاعدة.
دعوة للقراء بتطبيق هذه القاعدة مع الأبناء ولنتذكر أننا لن نتفوق على التقنية إلا بذكائنا الرقمي.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
المعلمة : نورة هاشم الشريف
noora2835@gmail.com
التعليقات 1
1 pings
أ. منيره المالكي
08/03/2020 في 8:00 م[3] رابط التعليق
مقال رائع جداً ونحن في أمس الحاجة لنشر مثل هذه المقالات التوعوية التي تجعلنا نتفكر في حالنا وحال أجيال من بعدها اذا استمرت هذه الاجهزه بالسيطره علينا وتحريكنا كالربوت دون تفكر منا او وعي
شكراً أ. نوره الشريف