تسلّم صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل مستشار خادم الحرمين الشريفين أمير منطقة مكة المكرمة، في مقر الإمارة بجدة مؤخرًا، جائزة الأمير سلطان بن سلمان للتراث العمراني “الإنجاز مدى الحياة”.
وثمَّن أمير منطقة مكة المكرمة لهيئة السياحة ممثلةً في رئيسها صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن سلمان مؤسس ورئيس مؤسسة التراث الخيرية، رئيس اللجنة العليا لجائزة الأمير سلطان بن سلمان للتراث العمراني، منحه الجائزة، مؤكدًا أهمية المحافظة على التراث الوطني والعناية به وإبرازه للأجيال، وكذلك استغلال المقومات الطبيعية المتنوعة في منطقة مكة المكرمة وتطويرها من الناحية السياحية، بما يعود بالنفع على الوطن والمواطن والزوار.
وأعرب سمو الأمير سلطان بن سلمان من جهته عن اعتزازه والجائزة، بقبول الأمير خالد الفيصل للجائزة التي تمنح للشخصيات التي لها إسهامات بارزة في المحافظة على التراث العمراني، وتحويله إلى اقتصاد وحياة، منوهًا بأن قبول سموه لجائزة الإنجاز مدى الحياة تشريف لجائزة التراث العمراني، ودعم لدورها في الحفاظ على التراث العمراني.
وأشاد رئيس هيئة السياحة والتراث الوطني بالجهود الكبيرة للأمير خالد الفيصل في حماية المواقع التراثية والتاريخية، والاهتمام بالتراث الحضاري خلال محطاته العملية حينما كان أميرًا لمنطقة عسير، ووزيرًا للتربية والتعليم، ثم أميرًا لمنطقة مكة المكرمة، حيث كانت ولا تزال لسموه إسهاماته الكبيرة في دعم المشاريع المتعلقة بالتراث العمراني الوطني وتعزيز مكانته كعنصر أساس للهوية الوطنية والاقتصاد، واصفًا الأمير خالد الفيصل بالقول: “سموّه شخصية ريادية، ومدرسة نتعلم منها الاهتمام بالتراث والتاريخ والثقافة”.
وأوضح سموّه أن الهدف من الجائزة يتمثّل في إيجاد وعي مجتمعي بمفهوم العناية بالتراث العمراني، والحفاظ عليه وتطويره، وتشجيع التعامل معه، بوصفه منطلقًا لعمران مستقبلي أفضل ينبع من ثوابت العمران الأصيل للمملكة، وجعله جزءًا من الحياة الاقتصادية والاجتماعية، لافتًا الانتباه إلى أنه الأمير خالد الفيصل خلال توليه لإمارة عسير حرص على التطوير والتحديث فأسس لأول شركة سياحية في وسط أبها “أبها الجديدة”، وكان الحلم مردوفًا بما يمتلكه ذلك الجزء من جنوب المملكة من مقومات المنطقة الطبيعية، التي شكّلت رقمًا مهمًا في تحقيق وتنمية المرافق السياحية وتطوير الخدمات الفندقية والترفيهية.
وأشار سموّه إلى أن سمو الأمير خالد الفيصل استشعر منذ وقت مبكر مقومات المملكة وطبيعتها وأهمية السياحة ودورها المستقبلي وانعكاساتها الإيجابية على حياة المواطنين واقتصاد المملكة في وقت لم تكن السياحة الداخلية مطروحة أو محور اهتمام المواطنين أو على خريطة النمو الاقتصادي، فاستطاع أثناء عمله كأمير لمنطقة عسير أن يجعلها باكورة لمفهوم السياحة الداخلية، وحفّز القطاع الخاص على المشاركة في هذا الجانب، فأصبحت السياحة مصدر دخل رئيسي لمواطني المنطقة.
يذكر أن جائزة الإنجاز مدى الحياة فرعٌ أصيلٌ من فروع جائزة الأمير سلطان بن سلمان للتراث العمراني، وهي الجائزة التي ينالها من كانت له جهودٌ كبيرةٌ ومهمة في حفظ التراث وتأصيل هويته، من أفراد وشركات ومهنيين، كما إنها تتويج لحرص العاملين على حفظ وصيانة التراث العمراني في المملكة، ودول مجلس التعاون لدول الخليج العربية.
وقد تشرفت الجائزة في دورتها الرابعة السنة الثانية 1434هـ(2012م) بقبول خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود -حفظه الله- عندما كان وليًا للعهد، نائبًا لرئيس مجلس الوزراء، وزيرًا للدفاع آنذاك، وتسلم -أيده الله- الجائزة؛ في الحفل الذي أقيم بقصر المربع بتاريخ 5 صفر 1434هـ نظير الجهود التي بذلها في سبيل المحافظة على التراث العمراني، ورعاية ودعم البرامج والمشاريع التراثية.
كما مُنحت الجائزة في دورتها الثالثة للمهرجان الوطني للتراث والثقافة (الجنادرية)، وسلّمت لمعالي الأستاذ عبد المحسن بن عبدالعزيز التويجري, خلال حفل الدورة الثالثة، الذي أقيم في الهفوف بمحافظة الإحساء في 4 جمادى الآخرة 1431هـ.
أما الدورة الثانية للجائزة، فقد مُنحت لمؤسسة الآغا خان للثقافة، وسلمت للأمين العام للمؤسسة فاروق درخشاني، في حفل توزيع الجائزة، في الدورة الثانية بأبرق الرغامة في مدينة جدة في 20 جمادى الآخرة 1429هـ.
كما مُنحت الجائزة في دورتها الأولى للأمير تشارلز -أمير ويلز وولي عهد بريطانيا- خلال الدورة الأولى للجائزة، ضمن الاحتفالية التي أُقيمت بمركز الملك عبد العزيز التاريخي في مدينة الرياض في 25 صفر 1427هـ.