مع إشراقة صباح يوم جديد، مررت بشارع الإمارات الرئيس في إمارة الشارقة، ولفت نظري مبنى تجمل بأعلام الزينة، وبانت من فوق أسواره سواري أعلام تحمل عددًا كبيرًا من أعلام دول العالم، فقادني الفضول إلى دخول ذلك المبنى، استأذنت من بالباب والذي كان يرتدي منديلًا طوق به عنقه، فرحَّب بي بابتسامة عريضة، وتعرف على شخصي، واستأذنني دقيقة شاهدته يجري اتصالًا ويومئ برأسه مبتسمًا، ثم عاد ورحَّب بي مرة أخرى، وتركني أدخل.
دخلت من ممر طويل نظيف يزدان بالأشجار، وقد نصبت على جانبيه سواري الأعلام، فوجدت أشخاصًا في سن الشباب والأربعينات والخمسينات، رجالًا ونساء، معهم أطفال من الجنسين، يرتدى أغلبهم زيًا غريبًا بالنسبة لي، يداعبونهم تارة ويتصورون معهم تارة أخرى، ويتحدثون معهم بشغف وكأنما يقنعونهم بشيء.
آه ما أجمل هؤلاء الأطفال زينة الحياة الدنيا، استأذنت بعضهم في تصويرهم، وسمحوا لي. فعلًا هم زينة الحياة، وهم البهجة التي نستردها عندما نمر بخيبات الأمل وتتدفق على حياتنا، بل هم مصدر كل شيء جميل في الحياة، وبدون وجودهم تصبح الأيام عابسة، كليال خريفية، بدأ يتساقط فيها ورق الشجر.
قابلت معلمات يرافقنهم. تجاذبت معهن أطراف الحديث حول حضورهم إلى هذا المكان، فقالوا: “نحن مُربيات قبل أن نكون معلمات نبحث عن كل وسيلة للتربية بالطريقة الصحيحة، ونعلم من أتمن عليهم الطرق الصحيحة، المبنية على الأسس السليمة، فإنهم إن تربوا بصورة صحية وصحيحة سيعيشون حياة كريمة”.
تركتهم وقابلت آخرين أكبر سنًا يرتدون بدلًا، ويطوقون أعناقهم بمنديل يشبه الموجود على عنق من استقبلني عند البوابة، واتضح لي فيما بعد أنهم يسمون قادة كشفيين، وأن لهم حركة تسمى الكشافة، ويسعون إلى تحقيق رؤية بوصول عددهم إلى رقم كبير حددوه. وأن ذلك المبنى يخص كشافة الشارقة. تركتهم وقد أُعجبت بما يعملون، ووعدتهم أن أُطلع أكثر على ما شاهدته، وسيكون أبنائي وبناتي أول المنضمين لحركتهم الكشفية.