يقف جبل شدا شامخا مجاورا للقمر ملتثماً السحاب قرى تعتلي السحاب حتى يخيل للمشاهد أنها قرى يصعد إليها المطر على عكس ما يحدث في كل أنحاء الكون ومن داخل الكهوف نرى قمرا يتجول في الأرجاء غير الذي نراه يعلو فوق السحاب.
هذه الصورة العبقرية التي لا تنقصها السوريالية ولا تغيب عنها فانتازيا الطبيعة ولا يغرب عنها وجه التاريخ حيث تحيط بك النقوش الأثرية القديمة التي تسكن جنبات المكان وتستوطن الكهوف التي أعادها سكان الجبل أمكنة مدهشة للسكن.
ذلك الإرث التاريخي وتلك الدهشة سيكتب لها معاودة الحضور في ظل تبني محافظ المخواة الأستاذ نايف الهزاني (مبادرة الطريق إلى القمر) منطلقاً إليه من طريق تراثي قديم يربط أعلى الجبل ببطن الوادي وصولاً إلى المخواة والتي يقول عنها: ” بعد أن زرت الطريق وشاهدت الكهوف ووقفت على مايكتنزه الجبل من إرث تاريخي وجمال طبيعي وتنوع تضاريسي ونباتي مذهل ونشاط بشري يمكن أن يستعاد، رأينا أن نعيد فتح الطريق التراثي وأن نجعل منه رحلة تواكب الرؤية الطموحة عبر استغلال المقومات السياحية وتطويرها وجعلها وجهة للزوار”
ويضيف: “النزل داخل الكهوف تمثل لحظة مليئة بالسحر لذا فهي تحظى بالزيارة من قبل العديد من السواح من داخل المملكة وخارجها.
وأوضح (الهزاني) أن هذه المبادرة تأتي بتوجيهات من سمو أمير المنطقة وبدعم مشكور من سموه والذي يحرص على كل ما من شأنه تنمية المنطقة وما يعزز مكانتها.
وزاد: “ولأن جبل شدا يمثل أعجوبة بما يحويه من مناظر خلابة وتشكيلات صخرية متميزة ومجموعة من الكهوف الأثرية البارزة والنقوش التي نقشت خلال أزمنة بعيدة جعلت من شدا موئلاً للحضارة.
ويضيف الهزاني: “نعمل على أن يكون (شدا ماقبل ٢٠٢٠ مختلفاً عما بعده)، مؤكداً أن هذه المبادرة ستكون انطلاقة تنموية تجعل من هذه المنطقة وجهة سياحية ملهمة تعزز الناتج المحلي وتسهم في رفد التراث السياحي بموقع غزير الجمال والدهشة.
وأكد أن المبادرة تعد تنموية وحضارية وتاريخية جديرة بأن نعمل لأجلها مع أفراد المجتمع المحلي من أجل خلق تنمية مستدامة، مشيراً إلى رعاية سعادة وكيل أمارة منطقة الباحة المكلف لفعاليات المبادرة وحفل تدشينها وتكريم المشاركين في الهايكنج المصاحب للمبادرة يوم السبت بُعد القادم.
التعليقات 1
1 pings
عبدالعزيز علي الغامدي
08/02/2020 في 5:39 ص[3] رابط التعليق
كان فيما مضى من سابق العصر والزمان يعتمد أهالي شدا على انتاجهم المحلي ويكاد يكون لدى سكانه اكتفاء ذاتيا في مختلف المجالات الاساسية: كالزراعة والصحه والتعليم وغيرها من الخدمات وفق مفهوم وإمكانيات تلك الفترة؛ بل إنه بعض الاحيان يصدر ما يفيض عن الحاجة إلى القرى والارياف المجاورة آنذاك.
شكرا لكل من يدعم هذه المبادرات بالمنطقة ووفق الله الجميع.