في العديد من الأحيان، يدخل بعض الأشخاص في دوامة الوحدة، وفي حين أن البعض قد يشقون طريقهم خارج تلك الدوامة في نهاية المطاف، هناك آخرون يظلون عالقين فيها دون مفر.
وعلى عكس ما يعتقده الكثيرون، فالوحدة ليست مجرد شعور مؤسف يصاحبه بعض الحزن سيظل فترة ثم يمضي من نفسه دون أثر، فهي تترك آثارا سلبية عديدة تضر بالصحة من نواح مختلفة.
وبحسب ما أشار إليه خبراء مجلة ”ذا هيلث سايت“، تعرض الوحدة أو العزلة صاحبها للعديد من المشاكل الصحية وتجعله حتى أكثر عرضة لخطر الموت المبكر. وفيما يلي تكشف المجلة كيف يمكن للوحدة أن تؤثر سلبا على الصحة:
- أمراض القلب والسكتة الدماغية
وجد خبراء من جامعة يورك مؤخرا، أن الوحدة تزيد خطر الإصابة بأمراض القلب بنسبة 29 % والسكتة الدماغية بنسبة 32 %.
وفي حين أنه حتى الآن لم يُكشف بالتحديد عن العلاقة بالضبط بين الوحدة والتأثير على القلب، إلا أن الخبراء أوضحوا أن الوحدة تسبب ارتفاع مستويات التوتر، ما يزيد من مستويات ضغط الدم، الأمر الذي قد يعزز الإصابة بمشاكل القلب.
- الاكتئاب
تعد الوحدة والعزلة من أخطر العوامل الرئيسية وراء الإصابة بالاكتئاب، وقد سبق أن وجد الباحثون أن الصلة بين الاكتئاب والوحدة، مباشرة وثابتة. هذا ويرتبط الاكتئاب بمشاكل أخرى، خاصة أنه يؤدي للانتحار في العديد من الحالات.
- عدم النوم جيدا
يوضح الخبراء أن الأشخاص الذين يعانون من الوحدة يكونون أكثر عرضة لمواجهة مشاكل في النوم. وهذه تصاحبها عدة مشاكل، حيث تزيد قلة النوم من خطر الإصابة بالسكتة الدماغية والنوبة القلبية، بالإضافة إلى السكري.
- ضعف المناعة
كشف الخبراء أن الوحدة تجعل الإنسان أكثر عرضة للإصابة بضعف المناعة، ما يعزز فرصة إصابته بأي مرض فيروسي، وذلك لأن الشعور بالوحدة يجعل الخلايا المناعية تركز أكثر على قتل البكتيريا وليس الفيروسات.
- عادات غير صحية ووفاة مبكرة
بالإضافة إلى مواجهة مشاكل صحية عديدة، تعزز الوحدة فرصة اعتماد أصحابها عادات ضارة، مثل الإفراط في تناول الطعام غير الصحي والكحوليات والتدخين، وهذه العادات ترتبط بالإصابة بعدة أمراض، كما تساهم في تعزيز خطر الوفاة المبكرة.
- كيف يمكن هزم الوحدة؟
من أبرز طرق التغلب على الوحدة، التركيز على الذات وممارسة الهوايات والأنشطة المفضلة وغيرها، بالإضافة إلى العمل من أجل قضية اجتماعية، ففي حين أن الأمر قد يبدو بسيطا إلا أن المشاركة في أعمال خيرية واجتماعية وما شابه، تعزز تواصل الإنسان وارتباطه بالآخرين، مقارنة بالتركيز على استخدام منصات التواصل الاجتماعي.