تزخر منطقة حائل بالعديد من المواقع الأثرية والتاريخية، واليوم رالي داكار، يسلط الضوء على مدينة تعد محطةً هامة على الطريق التجاري الذي يربط البحر الأحمر ببلاد ما بين النهرين.
وتشتهر حائل بشكل خاص بالعديد من الألواح الصخرية المغطاة بفن النحت على الصخور، مما يؤكد وجود غزو إنساني للمنطقة منذ نحو 10 آلاف سنة، حيث منح موقع داكار مدينة حائل الترتيب الثاني في تقرير استكشاف المملكة العربية السعودية، بين بحرين.
وتمثل حائل المرحلة الخامسة من رالي داكار، وتعتمد هذه المرحلة على الكثبان الرملية الكثيفة التي تغلب على طابع المسار، تُمثل الصخور العملاقة نقاط علّام تُسهم في تجنب الأخطاء الملاحية الفادحة، وبرغم كونها أقل أهمية من الناحية الفنية غير أن التلال الرملية الهائلة، التي تلفت أنظار السائقين، مثيرة للإعجاب كما هي حال الكثبان الرملية بينما ستتطلب المنحدرات، الموزعة بين الحين والآخر حالها كحال الأعشاب الصحراوية، مستويات متقدمة من مهارات القيادة.
وتعد حائل أول مدينة سعودية استضافت راليات الباها وجولات العالم، عبر رالي حائل الذي يعد حدثًا رياضيًا سعوديًا، وتضم حائل أبرز مدن التراث العالمي التي ربما تكون إحدى الواجهات للزوار والسياح القادمين لرالي داكار، لا سيما وأن حائل تحتضن أكثر من 370 موقعًا أثريًا.
ويعد موقعي جبة وراطا والمنجور “الشويمس” أبرز وأهم وأكبر المواقع الأثرية في المملكة والتي يمتد تاريخها إلى أكثر من 10 آلاف سنة قبل الميلاد، وهما رابع المواقع الأثرية في المملكة التي أدرجت ضمن قائمة التراث العالمي التابعة لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة “اليونسكو”، وهذان الموقعان يعتبران موقع جذب سياحي للمنطقة، حيث جذبت طيلة السنوات الماضية آلاف من الزوار العرب والأجانب من داخل المملكة وخارجها من المهتمين بالتراث.
ويحتوي موقع “جبة” العالمي الواقع في الشمال الغربي من حائل -100 كيلومتر- الذي يعود لثلاث فترات زمنية، على مجموعة متنوعة من الفنون والرسومات الصخرية والنقوش المميزة المنقوشة على جبل “أم سنمان” التي كانت أرضه المحيطة به بحيرة قديمة تحيط بها كثبان النفود الكبير من كل اتجاه، وخلَّف سكانها أكثر من 5400 آلاف نقش ثمودي من النقوش حول حياتهم والتي منها ما يجسد مناظر حيوانية وبشرية ومنها نباتية ورمزية بتشكيلات فنية متنوعة.
وفي المواقع التاريخية والأثرية والحضارة السعودية يقف قصر القشلة شامخًا تحت إشراف موسم حائل، حيث يعتبر مبنى القشلة من أكبر المباني الطينية في العالم، وتبلغ المساحة الإجمالية له 19.995 مترًا مربعًا، وقد بني بأمر من الملك المؤسس الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود -رحمه الله وخلد ثراه- عام 1940 م في وقت قصير جدا لا يتعدى عام ونصف، وبُني المسجد بعده خلال 6 أشهر – 1940م إلى 1942م-، ليكون وقت البناء الكلي عامين، وهو رقم صعب الإنجاز في وقته، ليكون أول مقر لأول جيش رسمي وطني سعودي بعد تأسيس المملكة بقيادة أول وزير للدفاع آن ذاك صاحب السمو الملكي الأمير منصور بن عبدالعزيز برتبة فريق أول.
واستمر وجود الجيش في مبنى القشلة من عام 1360 هـ إلى عام 1375هـ، بعدها أصبح المبنى مقرًا للشرطة إلى عام1395هـ، التي سلمته لاحقًا لوكالة الأثار والمتاحف لوزارة المعارف، وحوَّله موسم حائل إلى مزار سياحي وثقافي وتاريخي وترفيهي على أحدث التصاميم التراثية بهوية سعودية تاريخية.