اعتاد شيخ القبيلة وكثير من أفرادها أن يقصدوا خيمة نصبها رجل أصيل يقدم لهم القهوة العربية وأصناف فاخرة من المقبلات التي اعتاد الأصيل تقديمها مع القهوة، وأصبح الرجل يقدم قهوته بأفكار إبداعية جديدة، وتتوافق مع مذاق القاصدين له.
ومع مرور الأيام أراد الرجل الأصيل أن يضع أفراد القبيلة وشيخها تحت اختبار، فأبلغ أحد “الخويا” أن مقادير القهوة أقل من المعتاد وقد لا تكفي بحاجه القبيله، تفاعل “الخوي” فقال بحسن نيه أبشرك لدينا كميات كبيره تكفي وسنمدك بما تحتاجه قهوتك، إلا أن المغلوب على أمره عاد وتراجع بحجة أن الشيخ له رأي آخر، فقد أكد إما أن يقدم الرجل الأصيل القهوة كما تعودنا منه ويبحث له عن مقادير تكفي ويصنع قهوتنا ولا ينقص منها شيء، بل إن الشيخ قال وإلا فإن علينا البحث عن خيمة أخرى تقدم لنا القهوة حتى وإن كان مذاقها غير جيد، المهم أن تكون القهوة جاهزة متى نشاء دون أن نتحمل تكاليف شيء من مقاديرها.
الرجل الأصيل لم يكن الموقف مفاجئاً له، رغم أن له دلالات ليس لها علاقة بأخلاق العربي الأصيل من نكران وجحود وعدم وفاء، إلا أنه ترك باب خيمته مفتوحا لكل القاصدين وأشعل نارها وترك بقية التفاصيل لوقت قد يكون المذاق أشهى والمقبلات أحلى.