دعا معالي وزير الصحة الدكتور توفيق بن فوزان الربيعة إلى أهمية إيجاد وسائل لتضييق الفوارق بين أنظمة الرعاية الصحية في الدول الأعضاء في منظمة التعاون الإسلامي واقتراح المبادرات التي يمكن تعميمها على الدول الأعضاء وسهولة قياسها.
ولفت معاليه النظر إلى أن وزارة الصحة بادرت باقتراح آلية واعتمدت برنامج سلامة المرضى كنموذج، واستضافت القمة الوزارية العالمية الرابعة لسلامة المرضى بمدينة جدة في شهر مارس 2019م، بمشاركة أكثر من 49 دولة بهدف دعم سلامة المرضى في الدول المتوسطة والأقل نمواً، كما شهدت القمة إطلاق تطبيق medconsult الذي يعدّ منصة إلكترونية ستسهم بإذن الله في تقديم الاستشارات الطبية للممارسين الصحيين في الدول المتوسطة والأقل نمواً من خلال ربطهم مع الممارسين الصحيين ذوي الخبرة في أي دولة أخرى.
وقال معالي وزير الصحة خلال كلمته في افتتاح المؤتمر الإسلامي السابع لوزراء الصحة بدول منظمة التعاون الإسلامي المنعقد حالياً في أبوظبي خلال المدة من 18 – 20 ربيع الآخر الجاري: “إن وزارات الصحة في دول منظمة التعاون الإسلامي تواجه العديد من التحديات لمواكبة ما يشهده العالم من متغيرات النمط الصحي التي تؤثر بشكل مباشر على صحة المجتمعات وتزيد من العبء الاقتصادي ومن المخاطر الصحية على المجتمعات، وبناءً عليه فإننا بحاجة إلى مراعاة عدد من القضايا البالغة الأهمية التي التزمنا بها أمام مواطنينا وحكوماتنا وأمام المجتمع الدولي، منها إدراج الصحة في كل السياسات وتبنّي مفاهيم تعزيز الصحة والتغطية الصحية الشاملة لكل فئات المجتمع والاستعداد لمختلف أنواع الطوارئ الصحية والرصد والاستجابة لمهددات الصحة العامة وتحريك الموارد والطاقات لمجابهة الجراثيم المقاومة للمضادات الحيوية”.
وأوضح أن المملكة العربية السعودية بدأت برنامج تحول في النظام الصحي إيماناً منها بأن الاستثمار في الصحة متطلب رئيس لجهود التنمية المستدامة التي تسعى إلى تحقيقها رؤية المملكة 2030، حيث يهدف برنامج التحول الصحي في المملكة إلى تسهيل الوصول إلى الخدمات الصحية، وتحسين جودة وكفاءة الخدمات، وتعزيز الوقاية ضد المخاطر الصحية، مما سيسهم بإذن الله في زيادة معدل سنوات العمر وتحسين جودة الحياة لجميع فئات المجتمع.
وأشار الدكتور الربيعة إلى أن المملكة تسعى من خلال هذا البرنامج إلى تطبيق نموذج رعاية صحية يهدف إلى تقديم خدمات صحية متكاملة ومترابطة تتمحور حول المستفيد وتلبي الاحتياجات النفسية والجسدية والاجتماعية سعياً للوصول إلى رضا المواطن وقياسه دورياً.
ونوه معاليه بما وصلت إليه المملكة من الخبرات والمهارات التي جرى اكتسابها من خلال التعامل مع فيروس كورونا المسبب لمتلازمة الشرق الأوسط التنفسية من رفع مستوى الرصد والاستجابة للأحداث المهددة للصحة العامة، مضيفا أن الخبرات والمهارات الناجحة أسهمت أيضا بفضل الله في إدارة الحشود في مواسم الحج والعمرة التي تتطلب تعزيز قدرات البنية التحتية الصحية واتخاذ التدابير الاستباقية والوقائية لمواجهة الأزمات الصحية وتعزيز أساليب التعامل مع الكوارث الناجمة عن التجمعات البشرية.
وتطلع معالي الدكتور توفيق الربيعة في ختام كلمته إلى الشراكة الفاعلة ومواصلة المشورة وتقديم الدعم التقني اللازم للدول الأعضاء كافة من أجل مواكبة المتغيرات والأولويات ومستجدات السياسات الصحية التي تحددها الدول الأعضاء.