رغم إنكار كثير من متصفحي الإنترنت ووسائل التواصل الاجتماعي بواسطة الهواتف الذكية مسألة الإدمان عليها، فإن سلوكهم هذا وقضائهم ساعات كثيرة في التصفح ومتابعة تلك الوسائل يشير إلى شكل من أشكال الإدمان.
فعلى سبيل المثال، تقضي الإندونيسية تياس سيسيانينديتا نحو 8 ساعات يوميا بين تصفح وسائل التواصل الاجتماعي ومشاهدة المقاطع المصورة والدردشة مع الأصدقاء عبر هاتفها الذكي.
وهذا السلوك يضع المستخدمين مثل سيسيانينديتا بالتأكيد على أول طريق إدمان الإنترنت.
وتعترف الطالبة الجامعية بأنها تداوم على مطالعة هاتفها منذ استيقاظها، وحتى وهي داخل قاعات الدرس، قائلة: “أدرك أنني مدمنة”، وفق ما ذكرت وكالة رويترز.
وتضيف سيسيانينديتا قائلة: “في المساء، عندما يجافيني النوم، قد استخدم هاتفي لمدة 5 ساعات”.
ومن أجل مساعدة سيسانينديتا ومستخدمي الإنترنت، مثلها، للتخلص من إدمان الإنترنت وتقليص الوقت الذي يقضونه في التصفح، عكفت مجموعة من الطلاب بجامعة إندونيسيا، تحت إشراف المخترع عرفان بودي ساتريا، لمدة 3 شهور على صنع جهاز يمكن وضعه حول المعصم لهذا الغرض.
وأطلق على الجهاز اسم “نتوكس”، وهو اسم مشتق من “إنترنت ديتوكس”، وتعني “التخلص من سموم الإنترنت”، ويتم وضعه حول المعصم.
ويحتوي الجهاز على مستشعر لقياس نسب الهيموغلوبين والأكسجين في الدم وتغير معدل ضربات القلب.
الجدير بالذكر أن العديد من الدراسات خلصت إلى أن الاستخدام الطويل للهاتف الذكي له تأثير خاص على خفض معدلات ضربات القلب.
وعند انخفاض معدلات ضربات القلب والأكسجين في الدم، يصدر الجهاز صوتا ينبه المستخدم إلى ضرورة التوقف عن استخدام الهاتف الذكي.
وإدمان الإنترنت مشكلة اجتماعية متزايدة في إندونيسيا والعديد من دول العالم.
وذكرت وسائل إعلام أن اثنين من المراهقين الإندونيسيين تلقيا علاجا من إدمان ممارسة الألعاب عبر الإنترنت في أكتوبر.
ويعمل فريق ساتريا على تحسين دقة الجهاز لأن قراءات تغير معدلات ضربات القلب قد تختلف وفقا لشكل جسم الإنسان وجنسه وحالته الصحية.
ويأمل الفريق في التقدم للحصول على حق براءة الاختراع للجامعة بحلول العام المقبل.