عبَّر المدير العام لفرع وزارة الشؤون الإسلامية بمنطقة مكة المكرمة الشيخ علي بن سالم العبدلي عن سعادته بالإنجازات التي تحققت خلال الفترة الزمنية القصيرة التي بلغت عامين، وذلك خلال حديثه عن ذكرى البيعة الثانية للملك سلمان بن عبدالعزيز خادم الحرمين الشريفين -حفظه الله-، معتبرًا أنها إنجازات أكبر بكثير من عمر الأمم.
وأوضح العبدلي أن هذه الإنجازات جاءت على مختلف الأصعدة السياسية والاقتصادية والتنموية، وأهمها معالجة العجز في ميزانية المملكة بالرغم من الظروف الاقتصادية الحالية، والعمل على تنويع مصادر الدخل بعد انخفاض أسعار النفط، ومحاولة الحد من غلاء المعيشة وارتفاع في الأسعار، ومعالجة الارتفاع الجنوني في أسعار الأراضي خاصة والعقار عامة بنسبة 30%، وخفض قيمة أدوات البناء، وأسعار السيارات وغير ذلك، بما يصب في صالح المواطن.
وأكد الشيخ العبدلي أن ما تحقق من إنجازات في هذا العهد الميمون للمملكة بقيادة خادم الحرمين الشريفين، وولي عهده الأمين، وولي ولي العهد -حفظهم الله- يعد مدعاة للفخر والاعتزاز، لتسطر هذه الإنجازات بمداد من ذهب وتوثقها ذاكرة الأحداث والمجلدات التاريخية لهذه الحقبة الزمنية التي تتوج اليوم بعقود من الإنجازات والقفزات التطويرية الضخمة، بالإضافة إلى تصدر دول العالم في تأمين عرى الأمن ومحاربة الأفكار المسمومة والإرهاب.
وأشاد الشيخ العبدلي بمشاريع الحرمين الشريفين والخدمات المقدمة فيهما طيلة العام والإنفاق عليهما باستمرار، وعلى رأسها مشروع توسعة الحرمين الشريفين مكة المكرمة والمدينة المنورة الذي زاد مساحاتهما لتستوعب أعدادًا أكثر، حيث أصبح الحرم الملكي يستوعب مليوني حاج ومعتمر والمسجد النبوي يستوعب مليون زائر، وهي مشاريع جبارة كلفت أكثر من 100 مليار ريال، مضيفًا: “ما ذلك إلا شاهدًا على اقتداء هذا الملك بأسلافه من إخوته وأبيه الذين أرسوا قواعد الأمن وبسطوا الأمان، وعملوا على خدمة بيت الله الحرام ومسجد رسوله عليه الصلاة والسلام بأنفس ما يملكون، مسخرين لهما كل الطاقات والإمكانات المادية والبشرية”.
وواصل العبدلي: “عام جديد يطل علينا في حقبة تاريخية تبسط فيها المملكة بقيادة ربانها خادم الحرمين الشريفين الذي يستمر في تحقيق المنجزات المتوالية بالاستمرار في توسعات الحرم المكي الشريف، وتطوير المنطقة المركزية المحيطة به، بما يتواءم مع انطلاقة التحول الوطني 2020 و2030، بالإضافة للاستمرار في تنفيذ الخط الدائري الرابع، ومشاريع قطار الحرمين الشريفين الرابط بين مكة وجدة ومدينة الملك عبدالله الاقتصادية برابغ، قبل أن ينتهي بالمدينة المنورة في خطوة فريدة من نوعها، تهدف لتحقيق سبل الراحة لضيوف بيت الله الحرام وزوار مسجد رسوله عليه الصلاة والسلام؛ بحيث يصلوا للمطار في نصف ساعة، والمدينة في ساعتين”.
ونوَّه الشيخ العبدلي بالزيارات الخارجية التي قام بها خادم الحرمين الشريفين خارج المملكة لدول الخليج الغربي مؤخرًا للتفاهم والتنسيق في العديد من القضايا التي تهم العالم العربي، ومنها قضية سوريا والمعاناة التي يعيشها الشعب السوري منذ خمس سنوات، وقضية الحوثيين والمخلوع علي صالح، ومحاولة وضع الحلول الكفيلة بمعالجتها، ومعالجة الهجمة الشرسة الواردة من إيران ومنظماتها الإرهابية.
وأشار الشيخ علي إلى أن المملكة أصبحت -بفضل الله- ثم بفضل قيادة الملك سلمان واحدة من ضمن الدول الأكثر تأثيرًا في قائمة العشرين الاقتصادية، كما أنها تحتل مكانة عالمية بين دول العالم، سواء العربي أو الإسلامي، أو الدول العالمية الكبرى، مضيفًا: “من الأمور الهامة أيضًا صدور الميزانية العامة للدولة والتي جاءت متوازنة بين الإيرادات والمصروفات، وتحمل أرقامًا رائعة ومبشرة بالخير الكبير للوطن والمواطن، بالرغم من انخفاض أسعار النفط للنصف من 100 دولار إلى 50 دولارًا”.
وأكمل: “حكومتنا تستقبل طيلة العام أعدادًا كبيرة من الحجاج والزوار والمعتمرين، حيث يفد إليها ما يقرب من ثلاثة ملايين حاج لأداء فريضة الحج، تنفيذًا لأمر الله تعالى: (وَأَذِّن فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ يَأْتُوكَ رِجَالًا وَعَلَىٰ كُلِّ ضَامِرٍ يَأْتِينَ مِن كُلِّ فَجٍّ عَمِيقٍ (27) لِّيَشْهَدُوا مَنَافِعَ لَهُمْ وَيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ فِي أَيَّامٍ مَّعْلُومَاتٍ عَلَىٰ مَا رَزَقَهُم مِّن بَهِيمَةِ الْأَنْعَامِ) صدق الله العظيم، وكذلك يفد إليها نحو ستة ملايين معتمر وزائر طيلة أيام العام، وهي أعداد كبيرة، توفر لهم المملكة الأمن والطمأنينة وكل الخدمات التي يحتاجونها وبدون أي مقابل”.
واختتم العبدلي حديثه عن ذكرى يوم البيعة بالدعاء للمولى عز وجل أن يحفظ خادم الحرمين الشريفين، وأن يوفقه لما فيه صالح الشعب السعودي والشعوب الخليجية والعربية وصالح الأمة الإسلامية.