أوضح فضيلة الشيخ صلاح بن محمد البدير إمام وخطيب المسجد النبوي في خطبة الجمعة اليوم أن النّفاع المعوان من نفع الناس بماله وجاهه وعلمه وخلقه وإحسانه الخصب في نداه , والخير في عطاه والنفع في مسعاه , قِدره رُحاب وكفه سحاب , يواظب على بث الصلات والهبات والصدقات ويجبر الكسير ويتفضل على المسترفد وينقذ المستغيث المستنجد ويعلم الجاهل المسترشد ويرحم اليتيم ويمسح دمعة الحزين ويخالط الناس بالحب والإحسان واللين .
وأضاف فضيلته ومن انتصب لنفع العباد عاش صدرًا معظمًا , ووجهًا مبجّلًا , عذبت ممادحه بأفواه الورى فثناؤه ينتاب كل مكان يعلو قدره ويحلو ذكره .
وأكد فضيلته ابذل المعروف وأجب الملهوف ولا تحقرن صلة تهديها ولا تستصغرن خدمة تسديها فمثاقيل ذر الشر يجدها العامل محصلة مفصلة ومثاقيل ذر الخير يجدها العامل موفورة مدّخرة , قال عليه الصلاة والسلام ( لا تحقرنَّ شيئًا من المعروف أن تأتيه ولو أن تهب صلة الحبل , ولو أن تفرغ من دلوك في إناء المستسقي , ولو أن تلقى أخاك المسلم ووجهك بسط إليه , ولو أن تؤنس الوحشان بنفسك , ولو أن تهب الشسع ) .
وفي الخطبة الثانية بينّ فضيلته وتندب الشفاعة بالخير لأنها نفع يعود به المفضل على المشفوع له ومن شفع شفاعة حسنة يرجو بها نفع الخلق وقضاء حوائج الناس فقد أجزل النّوال ونال محمدة الرجال , عن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه قال : ( كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا أتاه طالب حاجةِ أقبل على جلسائه فقال : اشفعوا تؤجروا ويقضي الله على لسان نبيه ما أحب ) .
واختتم فضيلته الخطبة بالإشارة على أن كل من شفع في مبلغ برٍّ أو تيسير عسرٍ أو جلب خير أو دفع شر أو صلح بين متخاصمين أو في بلوغ حق للمشفوع له كان له نصيب من خير تلك الشفاعة وثوابها.