اذهب إلى أي صيدلية أو سوبر ماركت للبحث عن واقٍ من أشعة الشمس، وسوف تقابل صفًّا من الكريمات والبخاخات والمستحضرات التي تتسابق جميعها في الوعود بحماية بشرتك، لدرجةٍ قد تصيبك بالحيرة في محاولة تحديد ما يجب شراؤه؛ حيث زاد التنافس وازدهرت السوق العالمية من مستحضرات الوقاية من أشعة الشمس، ومن المتوقع أن تبلغ قيمتها نحو 23 مليار دولار أمريكي بحلول عام 2024.
وبغض النظر عن هذا التنافس، فإننا جميعًا نريد أن نكون قادرين على الاستمتاع بما في أشعة الشمس من فوائد، وتلافي ما بها من أضرار. واستخدام المنتجات الواقية من الشمس يمكن أن يساعدنا في منع حدوث هذه الأضرار الطويلة الأجل؛ فهي تقلل خطر الإصابة بالسرطان، وقد تكون أفضل حماية ضد شيخوخة البشرة المبكرة. ولكن مع وجود العديد من الصيغ في السوق، أي واحدة ستكون مناسبة لك؟
بحسب الخبراء، فإن تصنيف SPF الذي يشير إلى عامل الحماية من أشعة الشمس، هو مقياس لمدى حماية المنتج لبشرتك من أشعة UVB، وهي النوع الذي يسبب الاحتراق. ولكن أحد عيوب استخدام هذا التصنيف في درجاته العالية، هو أنه يمكن أن يمنحك شعورًا زائفًا بالأمان؛ ما قد يؤدي إلى تعرضك لأشعة الشمس لوقت أطول؛ لأنك تفترض بطبيعة الحال أنه كلما ارتفع الرقم زاد مستوى الحماية. ولكن هذا ليس هو الحال؛ فكما يؤكد الأطباء فإن SPF هو المضاعف النظري لمقدار الوقت الذي يمكنك البقاء فيه تحت أشعة الشمس دون حروق. وهذا يعني أنه إذا كان الوقت الذي تستغرقه أشعة الشمس لحرق الجلد غير المحمي عادة خمس دقائق، فمن الناحية النظرية فإن التطبيق الصحيح لمستحضر SPF30 قد يحمي بشرتك من الاحتراق لمدة ساعتين تقريبًا.
لكن الأمر ليس بهذه البساطة؛ فلن يوفر استخدام SPF30 ضعف الحماية التي يوفرها SPF15. وبالمثل، فإن العامل 20 ليس ضعف العامل 10؛ حيث يحجب SPF15 نحو 93% من أشعة UVB. أما SPF30 فيحجب نحو 97%، وأما SPF50 فيحجب 98%. وهناك بالفعل فرق ضئيل للغاية بين 30 و50، فيما لا توفر أي واقيات من أشعة الشمس حماية بنسبة 100%. إذن، هل هناك ضرورة لإنفاق المزيد من الأموال على تلك المنتجات؟
بحسب الخبراء، فإن معرفة نوع البشرة وطرق التعامل معها قد يجنبك الكثير، مع ضرورة إدراك أن جميع أنواع البشرة تصبح أقل قدرةً على حماية نفسها كلما زاد الوقت الذي تقضيه في التعرض لأشعة الشمس؛ فتحت تأثير الأشعة فوق البنفسجية تبدأ بشرتك في إنتاج الميلانين، وهذه العمليات تستغرق 10 إلى 20 يومًا؛ لذا فإن استخدام حماية إضافية قد يكون الحل. ويوصي الخبراء بحماية مختلفة لكل منطقة مناخية، كما يوصون بالتطبيق المناسب على البشرة لهذه المنتجات؛ حيث تؤكد الإحصاءات أن ثمانية من كل عشرة أفراد يفشلون في استخدام الواقي الشمسي الاستخدام المناسب، حسب استطلاع أجرته الجمعية البريطانية لأطباء الأمراض الجلدية في عام 2016.
وينصح الخبراء بتطبيق واقي الشمس قبل 15 دقيقة على الأقل من الذهاب إلى الخارج. أما استعمال واقٍ من أشعة الشمس عندما تكون بالفعل تحت أشعة الشمس المباشرة أو على كراسي التشمس، فيزيد التبخر ويمكن فقدان ما يصل إلى 60% من الحماية، كما أن الإرشادات الموصى بها تشير إلى ضرورة استخدام 6–8 ملاعق صغيرة لكل تطبيق، مع التأكد من أنك تستخدم هذا المقدار على الأقل في كل مرة، لمدة 30 ثانية فقط للدهان على البشرة وتحقيق مزيد من الحماية.
ولكن ماذا عن أشعة UVA؟
أكثر من نصف الذين شملهم استطلاع أجري بالمملكة المتحدة عام 2018، لا يعرفون ماذا تعني UVA. وأكد 68% من الذين سُئلوا في عام 2019 أنهم لم يفهموا الفرق بين UVA وUVB، وتأثير كل منهما في الجلد. وبحسب الخبراء فعلى الرغم من أن أشعة UVB هي الأكثر حيويةً والأقوى في فصل الصيف، وتخترق أساسًا الطبقات العليا من الجلد، فإن أشعة UVA أقل نشاطًا، لكنها أكثر انتشارًا على مدار السنة.
وتخترق الأشعة فوق البنفسجية UVA البشرة اختراقًا أعمق؛ حيث تتلف الألياف المرنة مسببة شيخوخة مبكرة وأضرارًا طويلة المدى لا يمكن إصلاحها، ويمكن أن تؤدي إلى سرطان الجلد. وفي الصيغ الواقية من الشمس، هناك طرق مختلفة لقياس مستويات مرشح UVA. وفي عام 1992 قدم بوتس نظام تصنيف النجوم الذي أصبح يستخدم على نطاق واسع في جميع أنحاء الصناعة.
وبالإضافة إلى عامل SPF العالي الذي يبلغ 30 أو 50، فأنت بحاجة إلى البحث عن الكريمات ذات الحد الأقصى من تصنيف UVA 5*، الذي يوفر حماية أكثر من 90% ضد UVA. وعمومًا إذا اشتريت منتج SPF30، فسيكون قادرًا على توفير حماية UVA أفضل من SPF15، ولكن يمكنك الحصول على بعض واقيات الشمس SPF المنخفضة مع تصنيف UVA من فئة خمسة نجوم.
وبحسب الخبراء، فإن الأنظمة المختلفة مربكة للغاية للعميل؛ فعلى سبيل المثال، مع نظام النجوم يمكن أن توفر الحماية SPF المنخفضة مع خمسة نجوم حمايةً أقل من الأشعة فوق البنفسجية مقارنةً بحماية SPF العالية مع عدد أقل من النجوم، كما أن بعض المنتجات تستبدل مكانَ النجوم فلتر UVA يحمي بنسبة تزيد عن 85% طوال اليوم.
ويتم تصنيف معظم كريمات الشمس التي توفر حماية من الأشعة المختلفة للشمس؛ لذا تأكد مما تبحث عنه؛ فقد أظهرت الأبحاث الجديدة أن الإشعاع الشمسي الناجم عن الضوء المرئي والأشعة تحت الحمراء، التي تختلف عن الأشعة فوق البنفسجية، هي مسؤولة أيضًا عن الإجهاد التأكسدي وشيخوخة الجلد. ومعظم العلامات التجارية للعناية بالشمس لا تحمي من هذه، والبعض يفعل ذلك ولكن إذا كنت ترغب في ضمان حماية بشرتك بأسلوب صحيح من جميع مكونات الطيف الشمسي، ابحث عن مضادات الأكسدة المضافة التي تساعد البشرة على مكافحة الجذور الحرة الناتجة عن أضرار أشعة الشمس.
لذلك ينصح الخبراء بألا تبالغ في رغبتك في الـ«تان»، كما ينصحون بالبحث عن الظل والتستر بالملابس التي تحمي بشرتك، وأخيرًا بدهان المستحضر الواقي من أشعة الشمس بانتظام، خاصةً إذا كنت تسبح أو تتعرق كثيرًا؛ ففي حين أن العناية المناسبة يمكن أن تساعد في الحفاظ على بشرتك محمية، تحتاج أيضًا إلى استخدام بعض الحس السليم.