تعد المشكلات التي تواجه التعليم من أكثر المشكلات تعقيدا؛ وذلك لكثرة الخلطاء فيه، فقد تختلف حوله الآراء وتجُاذبه النظريات التربوية، فمنها ما قد يوصله إلى بر الأمان، ومنها ما قد يلقي به في غيابة الجب.
ومنذ بزوغ النظرة العالمية نحو الجودة والتي انطلقت من المصانع إلى أن وصلت الى الميدان التعليمي،يرى العديد من العاملين في الميدان التربوي والباحثين التربويين أن هناك علاقة وثيقة بين الفصول الدراسية ذات الحجم الأقل والتحصيل الدراسي الأعلى وبالتالي جودة أعلى للمخرجات التربوية، بيد أن هذه النظرة تفتقد إلى الأدلة الكافية، والدراسات الموسعة التي تثبت صحتها.
وعلى الجهة الأخرى، أشارت الاختبارات الدولية كاختبار قياس التوجهات العالمية في العلوم والرياضيات (TIMSS) والذي شاركت فيه أكثر من 57 دولة حول العالم في دورته الأخيرة في عام (2015)، إلى أن الطلاب في الفصول الأكبر حجما هم أعلى تحصيلاً من نظرائهم في الفصول الأقل حجماً وفقاً لنتائج (TIMSS 2007)، وبالإضافة إلى ذلك، فقد توصل Alharbi & Stoet ، ( 2017) من خلال تحليل بيانات اختبار (PISA 2012)، إلى ذات النتيجة والتي مفادها: أن التحصيل الدراسي للطلاب في الفصول الأكبر حجما هو أعلى منه في الفصول الأصغر حجماً، ويتفق Jepsen (2015) أيضا مع هذه النتيجة، حيث خلص إلى أن العلاقة بين حجم الفصل والتحصيل العلمي لا تزال غير واضحة، وأن تقليص حجم الفصل الدراسي قد لا يؤدي بالضرورة إلى زيادة التحصيل العلمي لدى الطلاب.
ويتراوح متوسط أعداد الطلاب في الفصل الدراسي في المملكة الـ(30) طالباً أي أقل من الدول التي تعد رائدةً في التعليم كاليابان التي يتراوح متوسط الفصل الدراسي فيها(35) طالباً وسنغافورة (38) طالباً، وهذا ما يدعوا إلى إعادة النظر في أسقف الفصول الدراسية في تعليمنا، حيث أن الفصول الدراسية الأكبر حجما قد تساعد في وصول التعليم إلى أكبر قدر من المستفيدين بالاضافة إلى أنها تسهم كذلك في خفض كلفة التعليم دون المساس بجودته.
التعليقات 1
1 pings
أحمد قملان
15/09/2019 في 7:58 م[3] رابط التعليق
أعتقد أن هذا لا ينطبق على المراحل التأسيسية لأن التأسيس كلما قل العدد كان أكبر جودة
ولكن ينطبق على الفصول العليا أي ما بعد الابتدائي
حيث زيادة العدد تزيد التنافس
وجهة نظر