في انفراجة طبية ثورية من شأنها أن تنقذ حياة آلاف مرضى القلب، ابتكر مجموعة من علماء شركة بريطانية خاصة جهازًا جراحيًا متطورًا لإصلاح صمامات القلب التالفة.
وحتى الآن يحتاج الجراح إلى إيقاف قلب المريض وتخطيه بماكينة تضخ الدم، إذا أراد إصلاح صمام تالف أو خياطة القلب، وهي عملية خطيرة، ويصعب على العديد من المرضى تحملها.
ووفقًا لصحيفة ”ديلي ميل“ البريطانية، من شأن الجهاز المبتكر والمسمى ”نيو كورد“ أن يمنح أملًا جديدًا للمرضى الذين لا تسمح حالتهم بالخضوع لجراحة القلب المفتوح، والتي تتطلب إجراء شق في صدر المريض.
ويستخدم الجهاز الجديد أداة محمولة باليد يمكن إدخالها في القلب النابض، ليمكّن الأطباء من الوصول إلى صمامات القلب وإصلاحها، ما يخفض فترة التعافي في المستشفى من أسبوع إلى 3 أيام.
ويوفر ”نيو كورد“ خيارًا جديدًا للجراحين، وهو يتطلب وضع المرضى تحت التخدير العام، بينما تستغرق الجراحة حوالي ساعتين، ويتم فيها إجراء شق طوله حوالي 5 سم على الجانب الأيسر من الصدر، أسفل الحلمة.
وبعد ذلك يمرر الجراح الجهاز بين الضلوع للوصول إلى القلب، قبل إجراء شق صغير في الجزء السفلي الأيسر من القلب، ويتم إدخال الجهاز إليه عبر فتحة صغيرة برفق.
ثم يستخدم الجراح أشعة الموجات فوق الصوتية لتحديد مساره وإصلاح التسريب في الصمام دون التسبب في ضرر للقلب.
وفي فترة اختبار الجهاز الجديد تمكن الجراحون بمستشفى ”رويال برومبتون“ في لندن من علاج 17 مريضًا حالتهم خطيرة ولا يمكنهم الخضوع لجراحة القلب المفتوح، والآن يأمل الأطباء أن يساعدهم الجهاز على علاج مجموعة أوسع من المرضى في المستقبل.
وقال ”رشمي ياداف“، استشاري جراحة القلب في رويال برومبتون: ”أدى الجهاز إلى حاجة المريض لإقامة أقصر في المستشفى، وتعافيه بشكل أسرع وتجنبه جرحا وندبة كبيرة عبر صدره، ولكن أكبر ميزة لهذا الجهاز هي أنه يصلح صمام القلب النابض، بحيث لا نضطر لإيقاف قلب المريض، وتعريضه للآثار الجانبية لذلك“.