ابتكر عددٌ من الباحثين قفَّازات تتيح للمستخدمين الشعور بأشياء في الواقع الافتراضي، وكأنهم يمسكون بها في العالم الحقيقي.
وتوقعت صحيفة «ديلي ميل» البريطانية، إحداث هذا الأمر ثورة في عالم الجراحات عن بُعد، وأن يؤدي لاستخدامات متعددة وغير مسبوقة في مجال عالم ألعاب الفيديو والكمبيوتر، وعبر الإنترنت.
تجدر الإشارة إلى أن هناك أنظمة تُشبه قفّازات توفر القدرة على الإحساس بالنتائج المادية عن طريق نظام اهتزازات، ولكنها أقل واقعية، أو أنها ضخمة الحجم؛ بحيث كان يمثّل هذا العيب عائقًا أمام استخدامها بشكل عملي في مجالات التعامل عن بُعد.
وتسمح القفازات المبتكرة حديثًا للاعبين، بلمس ورؤية الفعل في الوقت نفسه بطريقة سلسة؛ تمثّل تطورًا عجزت تقنيات الواقع الافتراضي عن تحقيقه بشكل مُرضٍ قبل الابتكار الكوري الجديد.
وتوصَّل فريق علماء من كوريا الجنوبية لإنتاج بديل مبتكر، عبارة عن قفّاز دقيق وخفيف مصنوع من السيليكون يتميز بالسماح لمستخدمه بتجربة الإحساس عن طريق الضغط.
وباستخدام هذا القفّاز، يمكن للاعبين تقدير حجم وتحسُّس شكل كائن افتراضي، على الرغم من أن التجربة تكون مجرد محاكاة تم توليدها بواسطة الكمبيوتر.
وتحتوي لعبة قفَّازات الواقع الافتراضي، التي صممها «يونغسو تشا» خبير الروبوتات التابع للمعهد الكوري للعلوم والتكنولوجيا وزملاؤه، على أجهزة استشعار على الإبهام والسبابة والأصابع الوسطى، ويمكن أن تُعطي محاكاة لإحساس، وكأن المستخدم يحمل أو يضغط أو يحس مجموعة مختلفة من المواد.
ويمكن استخدام الاختراع الجديد في تطوير عددٍ لا يُحصى من التطبيقات؛ بداية من ألعاب الفيديو والكمبيوتر، ووصولا إلى إجراء العمليات الجراحية عن بُعد.
وقال الدكتور تشا، إن هناك العديد من القفازات للواقع الافتراضي، ولكن يعتمد معظمها على مفهوم الاهتزاز؛ بعكس القفازات التي قام بابتكارها هو وزملاؤه، التي ترتكن إلى مفهوم الضغط.
وأضاف: «على سبيل المثال، عندما يمسك المستخدم كائنًا افتراضيًا، بينما يحصل مستخدمو القفازات التقليدية على نتائج اهتزازية، فإن الجهاز المبتكر يشكّل ضغطًا على بشرة أطراف أصابع اليد».
وأوضح الدكتور تشا، أن جميع تصميمات قفازات الواقع الافتراضي، زُودت بأجهزة استشعار تكشف عن حركات مرتديها والأدوات، التي يمسك بها عن بُعد عبر الإنترنت، بما يمنح ردود فعل حقيقية عبر المنبهات الميكانيكية مثل الاهتزاز، إلا أن مشغلات القفّازات الحالية مزودة بمحركات ولها هيكل صلب، ولذا فإنها ضخمة وثقيلة.
وأشار إلى أنه رغم أن المشغلات المطورة مسبقًا كانت قادرة على إعادة إنتاج نسيج الأشياء الافتراضية بدقة، إلا أنها لم تتمكن من تقديم معلومات حول أشكالها.
وأوضح فريق العلماء الكوري الجنوبي، أن الجهاز الجديد يسمح لمرتديه بمعالجة اليد الافتراضية؛ لالتقاط كائن في الواقع الافتراضي والشعور بشكله، وكأنه في يده بالفعل.
وعندما تقوم يد المستخدم بالحركة في اتجاه الجسم أو الكائن الافتراضي، يتم اكتشاف حركات الإصبع بواسطة أجهزة الاستشعار داخل القفاز، ويتم نقل البيانات من أجهزة الاستشعار عن طريق البلوتوث لبرنامج «سوفت وير» يُعيد إنشاء الحركات المقابلة لليد الافتراضية لتظهر على شاشة، وتتم السيطرة على محفزات الأشياء الافتراضية من مفاتيح أو مشغلات، تم تصنيعها من مواد تمنح شكلًا ناعمًا وخفيف الوزن من السيليكون.
وفي مقال نشرته دورية « Scientific Reports»، قال العلماء إنه قد جرت اختبارات على القفازات المبتكرة في برنامج لوحة شطرنج افتراضية؛ حيث التقط المستخدم قطع الشطرنج الافتراضية بنجاح.
وتشعر أطراف أصابع المستخدم بضغط السيليكون الموسع، كما لو أنها تلمس الكائن الظاهري نفسه، ويؤكد العلماء تميّز الابتكار الجديد بالمرونة وتعدد الأغراض؛ حيث يمكن استخدامه في بيئات الواقع الافتراضي المختلفة عن طريق ربطه ببرامج مختلفة.