في دراسة نشرت بمجلة المشاعر، كان الأشخاص الذين عانوا من أوسع مجموعة من المشاعر الإيجابية لديهم أدنى مستويات الالتهاب في جميع أنحاء أجسامهم، وقد يترجم انخفاض الالتهاب إلى انخفاض خطر الإصابة بأمراض مثل السكري وأمراض القلب، وهو ما يؤكد ما أظهرته الأبحاث السابقة من أن المشاعر الإيجابية قد يكون لها تأثير مضاد للالتهابات على الجسم، لكن الدراسة الأخيرة تبحث فيما إذا كان نطاق هذه المشاعر وتنوعها يلعبان دورًا أيضًا.
ولذلك تساءل باحثون من الولايات المتحدة وألمانيا عما إذا كانت هناك مزايا صحية وعقلية تعود لتجنب فرط أو إطالة أمد أو حتى سيادة عاطفة واحدة وسيطرتها على حياة الأفراد، وقد طلب الباحثون من 175 فردًا من البالغين في منتصف العمر أن يحتفظوا بسجل يومي لخبراتهم العاطفية لمدة شهر، من خلال تسجيل عدد المرات التي عانوا فيها من 32 من المشاعر المختلفة، ومدى قوتهم: 16 إيجابية (مثل أن تكون متحمّسًا ومهتمًّا وهادئًا) و16 سالبية (مثل الشعور بالخوف والاضطراب والتوتر الشديد والتعب)، وبعد ستة أشهر اختبر الباحثون عينات الدم الخاصة بهؤلاء للوقوف على العلامات الالتهابية الجهازية، وهي عامل خطر معروف لكثير من الحالات الصحية المزمنة.
وبشكل عامّ كان الأشخاص الذين أبلغوا عن مجموعة واسعة من المشاعر الإيجابية على أساس يومي أقل التهابًا من الأشخاص الذين أبلغوا عن نطاق أضيق، حتى لو كانت ترددات المشاعر الإيجابية لديهم متشابهة، وكان هذا صحيحًا حتى بعد أن تمكن الباحثون من التحكم في سمات مثل: الانضباط العصبي، مؤشر كتلة الجسم، استخدام الأدوية، الظروف الطبية والتركيبة السكانية.
وحسب الباحثون فإن الناس قد يكونوا قادرين على تعظيم هذه الفوائد عن طريق فحص عواطفهم عن كثب، فعندما يتعلق الأمر بإدخال مزيد من المشاعر الإيجابية في حياتنا، فقد يتحول الأمر إلى ممارسة يومية بسيطة لتمييز وتصنيف المشاعر الإيجابية، فانتبه إلى مشاعرك الداخلية وكن قادرًا على التعرف على المواقف التي تجعلك تشعر بالهدوء مقابل المواقف المعاكسة، التي ترتبط بالالتهاب الأعلى، فحتى وإن لم تكن الدراسة قادرة على إظهار علاقة السبب والنتيجة، فقد يكون الأشخاص المصابين بالتهاب أعلى، لسبب ما هم الأشخاص الذين يميلون إلى الإبلاغ عن مستويات منخفضة من التنوع العاطفي الإيجابي.