الفوائد المترتبة على وجود عقل حاد لا تعد ولا تحصى، فمع القوى العقلية الحادة والسريعة والدقيقة، قد ترغب في عمل الألغاز المتقاطعة والتمتع بإظهار مدى سرعتك في حلها، ربما لا يمكنك الحصول على ما يكفي من السودوكو وترغب في تحدي نفسك لمعرفة عدد الألغاز، التي يمكنك حلها أثناء استراحة الغداء، أو تعرض بشغف إصلاح هاتف أحد الأصدقاء، فيما لم تتعرض مطلقًا لمشكلة تقنية لا يمكنك معالجتها.
كل هذه المواقف تتطلب بعض المعرفة، ولكن الأهم من ذلك هو المرونة العقلية والقدرة على النظر في المشاكل من مجموعة متنوعة من الجوانب ووجهات النظر ثم التنفيذ بالحلول الممكنة، ما يسمح لعقلك بالانطلاق مع التركيز على النتيجة المرجوة.
وتعد جودة المرونة العقلية جزءًا من المجال الأكبر في المنطقة المعرفية من الطلاقة، يتضمن أحد مكونات الذكاء وهي مهارة القدرة على إيجاد حلول جديدة للمشاكل، بالإضافة إلى توليد مجموعة متنوعة من الأفكار لحافز واحد، وينظر علماء النفس عادة إلى القدرات المعرفية (التفكير) باعتبارها دافعًا لهذا النوع من الذكاء، خاصة تلك القدرات غير المألوفة.
وتشير الأبحاث الحديثة التي نشرتها جامعة فلوريدا، إلى وجود مجموعة غير مستغلة من الموارد في الشخصية، مع ملاحظة أن النمط المعتاد للشيخوخة والذكاء يظهر انخفاضًا في قدرات هذه المرونة أو زيادة في الذكاء القائم على المعرفة.
كما تشير أيضًا إلى أن هذا الانخفاض ليس أمرًا لا مفر منه، فالأفراد قد يطورون عمليات تساعد في تعويض العجز، والشخصية فقط قد توفر هذا التعويض، وتؤكد نماذج الشخصية بشكل عام على الفروق الفردية؛ حيث هناك عوامل أخرى غير شيخوخة الدماغ قد تساهم في هذه الاختلافات.
وقد استشهد الباحثون بأدلة مسبقة تبين على سبيل المثال أن الأشخاص ذوي الضمير الأعلى يقومون بعمل أفضل في مهام الذاكرة، لأنهم يعملون بجد وأنهم منظمون جيدًا، وعلى النقيض من ذلك فإن أداء الأشخاص العصبيين في الأداء العصبي أكثر سوءًا في الاختبارات المعرفية لأنهم حريصون جدًا على التركيز.
ومع هذه الخلفية قال الباحثون، إنه يجب أن تكون لديك الطلاقة اللفظية إذا كنت تستمتع بمرونة الأفكار، دون خشية ارتكاب أي خطأ، وأن تكون قادرًا على منع الاستجابات غير المرغوبة، ومن المثير للاهتمام حقيقة أن الانفتاح والطلاقة مرتبطان، ويبدو أن الأشخاص المنفتحين يقضون وقتًا أطول في القراءة، بدءًا من سن مبكرة، وهذا يحافظ عليهم في الحياة اللاحقة.
وخلاصة القول، هو ما تقدمه الدراسة من أفكار حول كيفية الحفاظ على طلاقة لفظية، وبالتالي براعة عقلية، وقد يبدو الانفتاح على التجربة بمثابة سمة شخصية لا يمكنك تغييرها، ولكن بمجرد إدراكك مزايا السماح لعقلك بالتجول أو تدريبه على القراءة أو مجرد الاستمتاع برحلات خيالية من حين لآخر، تجعلك أفضل من أي وقت مضى في استعراض عضلاتك العقلية.