اقترب الرحالة محمد البارقي من إنهاء رحلته بعد وصوله فجر الأحد مركز محافظة بدر، قاطعًا أكثر من 800 كيلومتر من مسافة الرحلة التي بدأها من محافظة بارق في منطقة عسير، وستنتهي في المدينة المنورة، تحت شعار “كلنا سلمان”، وحملت في طياتها عدة رسائل سعى الرحالة لإيصالها من اجل دعم السياحة الداخلية، وتعزيز الصحة العامة، والدعوة لمحاربة الأمراض بالمشي، وتأكيد صبر وجلد وقدرة المواطن السعودي على تحمل المشاق، ومواجهة الصعاب والتكييف مع المتغيرات.
وكان البارقي قد بدأ رحلته في العاشر من شهر شوال لهذا العام 1440هـ، وتمكَّن من الوصول لمدينة جدة خلال 10 أيام، أمضى بعدها 5 أيام في زيارة جدة القديمة، وسوق البلد، وقام بجولات شملت عدة مواقع للجذب السياحي في جدة، ثم انطلق من مدينة الملك عبدالله الرياضية متوجهًا لعسفان، قاضيًا فيها يومًا للراحة والاطلاع على معالمها الأثرية ومواقعها التاريخية مثل القلعة، والآبار القديمة، والسوق القديم، وموقع استراحة الحجاج والمسافرين قديمًا، علاوة على الوقوف على مظاهرها الحضارية الحديثة.
ونزل في ضيافة أهل عسفان في فندق مكارم، ثم توجه لمحافظة خليص، مارًا بمقر مبادرة درب الأنبياء في غران، وأعجب بنشاطها، ومكث في ضيافة أهل خليص يومه، بعدها توجَّه إلى صعبر، وحل بضيافة الشيخ عبدالمحسن البشري الحربي وأولاده، وغادرها متوجهًا إلى رابغ، ووقف على شاطئها ومسطحاتها الخضراء، وكان معه في الجولة توفيق البلادي الحربي الذي قدَّم له واجب الضيافة.
عقب ذلك انطلق نحو مستورة وحل ضيفًا عليها، وأخذ جولة على شاطئها الجميل برفقة حمود المحمدي الحربي، وريان حمود الغانمي الحربي، ثم أكمل مسيرة رحلته نحو الرايس، وقام بجولة على شاطئها، وظل في ضيافة أهل الرايس ومرافقة محمد بن عليان بن شميلان الحربي، فيما وصل فجر الخميس مركز محافظة بدر، مقتربًا من خط نهاية رحلته حيث لا يفصله عن بلوغه سوى 180 كيلومترًا تكفيه أربعة أيام لقطعها، وكان في استقباله ماهر الصبحي الحربي، واستُضيف من قبل شباب و أبناء المحافظة، ومن ثم أقام فيها يومه متنقلًا بين معالمها الأثرية ومواقعها التاريخية والذي يشتمل على السوق القديم الذي يعد أحد المعالم الشهيرة والبارزة التي تدل على عبق التاريخ، وعظمة الحراك الاجتماعي، والتجاري، ومن ثم زار منطقة شهداء بدر التي دُفن فيها خيرة صحابة رسول الله في غزوة بدر، ومن ثم زار مسجد العريش الذي بني في موقع عريش رسول الله صلى الله عليه وسلم أثناء غزوة بدر، ومن ثم استأنف مرحلة جديدة من رحلته نحو المدينة المنورة.
من جانبه أثنى الرحالة البارقي على أمن الطرق وأهالي المناطق التي مر واستراح بها، وعبَّر عن سعادته بما وجده من حسن الاستقبال وكرم الضيافة، مثمنًا جهود الجميع في نجاح رحلته بقوله: “فما كنت أنجز ما أنجزت وأصل إلى ما وصلت إليه لو لم يكن في طريق رحلتي رجال نخوة ومرؤة وكرم”.
وأبدى البارقي دهشته مما شاهد من غنى أثرى وتاريخي في عسفان وبدر، مشيرًا إلى أن أطلالهما ومعالمهما تشهد على أصالتهما وعراقة ماضيهما، وتعجَّب من سحر وجمال شواطئ رابغ والرايس ومستورة، وإمكانية توظيف تلك المقومات في تنشيط ودعم السياحة الداخلية.
وناشد البارقي الجهات الإعلامية والرياضية دعمه ومساندته، لافتًا إلى أهمية توظيف هذه الرحلة في تحقيق مكاسب للمؤسسات التجارية التي تسهم في دعم الرحالة وتخفيف أعباء الرحلة عنهم.