
ودع المصلون في المسجد النبوي بالمدينة المنورة الجمعة الأخيرة من شهر رمضان المبارك لهذا العام 1440هـ وسط أجواء روحانية وإيمانية عبقة بالذكر مليئة بالمناجاة عامرة بالتضرع إلى المولى القدير بالمغفرة والرحمة والعتق من النار.
وتدفقت الجموع منذ الساعات الأولى من نهار اليوم لأداء صلاة الجمعة في المسجد النبوي الشريف والتشرف بالسلام على الرسول المصطفى صلى الله عليه وسلم وعلى صاحبيه رضوان الله عليهما في ظل خدمات تقدمها جميع الجهات الحكومية والمؤسسات الأهلية ذات العلاقة بخدمة الزوار والمعتمرين وذلك باهتمام ومتابعة مباشرة من صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن سلمان بن عبدالعزيز أمير منطقة المدينة المنورة في كل مناحيها الأمنية والصحية والتنظيمية والإرشادية بالصورة التي تتوافق مع تطلعات حكومتنا الرشيدة بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود وسمو ولي عهده الأمين ـ حفظهما الله ـ على تحقيق كل ما يُمكن ضيوف الرحمن طوال العام من أداء شعائرهم بكل يسر وسهولة.
وتقدم وكالة الرئاسة العامة لشئون المسجد النبوي بعد ما استنفرت كل طاقاتها وخبراتها وإمكانياتها الآلية والبشرية خدماتها للمصلين من خلال تجهيز وتهيئة ساحات وأروقة المسجد النبوي وتأمين الفرش الفاخر وفتح السلالم الكهربائية للطوابق العلوية والساحات المظللة والميادين والأسطح والممرات وأعمال النظافة والصيانة والتأكد من التكييف الذي حول أجواء المسجد النبوي إلى نسيم بارد وهواءٍ عليل رغم حرارة الأجواء، حيث أعدت الوكالة مبكرًا خطتها الاستراتيجية للشهر الكريم التي يباشر تنفيذها أكثر من 5000 موظف وموظفة بهدف تقديم خدمات التنظيم والإرشاد والسقيا وأعمال النظافة من خلال فرش أكثر من 16 ألف سجادة ومدة وتوفير 16000 حافظة لمياه زمزم الباردة داخل المسجد وسطحه وتأمين 40 خزانا من المياه مع الكاسات النظيفة مع إمكانية زيادتها علاوة على 385 نافورة شرب في الساحات, بالإضافة إلى الخدمات المتعلقة بتهيئة مواقع لإلقاء الدروس اليومية وخدمات المكتبة إلى جانب الخدمات المرتبطة بتنظيم دخول الزائرات في القسم النسائي ودخول المصليات إلى الروضة الشريفة، كما تقوم الوكالة أيضا بتشغيل 436 مروحة رذاذ لتلطيف الأجواء الحارة في ساحات المسجد النبوي ضمن مشروع خادم الحرمين الشريفين لتظليل ساحات المسجد النبوي وحماية المصلين والصائمين من حرارة الشمس.
وفي الجانب الصحي، جندت المديرية العامة للشؤون الصحية بمنطقة المدينة المنورة كل طواقمها وطاقاتها لاستقبال أي حالات طارئة بتهيئة المراكز الصحية المحيطة بالمسجد النبوي الشريف بتوفير جميع المستلزمات الطبية بالإضافة إلى دعمها بالكوادر الطبية والفنية اللازمة وكذلك تدعيم مستشفى الأنصار المجاور للمسجد النبوي وتوفير كل الإمكانات الطبية اللازمة وجعله في أهبة الاستعداد لتقديم الخدمات العلاجية للمرضى والمنومين، بينما يقدم فرع هيئة الهلال الأحمر السعودي بالمنطقة الخدمات الصحية والعلاجية لمن يحتاجها من الزوار والمعتمرين من خلال تأمين الخدمات الصحية الطارئة داخل المدينة المنورة وعلى الطرق المؤدية منها وإليها وفي جميع أماكن وجودهم وكذلك نشر المراكز الإسعافية وسيارات الإسعاف في ساحات المسجد النبوي الشريف وعلى الطرق وفي أوقات الذروة واستقطاب العديد من المتطوعين من الأطباء والطبيبات للعمل بالمسجد النبوي والمساجد التي يرتادها الزوار.