تشكل المخاوف من تسريب المعلومات الأمنية، هاجسا لدى حكومات العالم، يترافق مع تقنية الجيل الخامس أو ما يعرف بـ “5G”، مما يضع الصين، السباقة في تطوير أكبر تقنية اتصال عرفها البشر حتى الآن، في دائرة الاتهام، فلماذا كل هذه المخاوف؟ وما الذي تمثله تقنية الجيل الخامس؟.
وستغير تقنية الجيل الخامس حياة البشر بشكل كبير، إذ تتميز بكونها أسرع 100 مرة من إنترنت الجيل الرابع، بسرعة خارقة تصل إلى 20 غيغابت، وسرعة استجابة أقل من ملي ثانية.
ومن أهم استخدامات الـ 5G: التحكم في المدن الذكية، وتحليل البيانات الضخمة ومساعدة الدول في اتخاذ القرارات المهمة وتسيير السيارات ذاتية القيادة وتشغيل الروبوتات المزودة بالذكاء الاصطناعي في المصانع الكبيرة.
كما تقوم بتنسيق عمل الطائرات الصغيرة من دون طيار للقيام بعمليات التوصيل، ومساعدة الأطباء في العمليات الجراحية، ودفع ألعاب الفيديو الجماعية وبطولات الرياضة الإلكترونية.
وصرح الخبراء في أمن وتكنولوجيا المعلومات: “كل 10 سنوات تقريبا يظهر جيل جديد من أجيال الاتصالات، وقد ظهر الجيل الأول 1980، إلا أن الجيل الخامس الجديد هو أكثرها خطرا”.
وأوضحوا أن الخطورة ترجع لتأثيرها على شبكة الإنترنت وطريقة عملها: “لن تؤثر تقنيات الجيل الخامس على تصفح شبكة الإنترنت ومواقع التواصل حسب، بل ستؤثر أيضا على البنيات الأساسية للدول، نظرا لأن كل جهاز نستخدمه سيكون متصلا بالإنترنت، مثل إشارات المرور وأعمدة الإنارة، وسيتم التحكم بها من خلال الجيل الخامس”.
وتعد الصين الدولة السباقة في مجال تكنولوجيا الجيل الخامس، إذ تقوم 5 شركات فقط حول العالم بإنتاج أجهزة شبكات الجيل الخامس 5، هي هواوي الصينية، و”زد تي إيه” الصينية، وشركتين أوروبيتين هما نوكيا وإريكسون، وشركة من كوريا الجنوبية.
وأضافوا: “السبق في إنتاج أجهزة الجيل الخامس هو للصين، من خلال هواوي بشكل خاص، الحاصلة على 1500 براءة اختراع في الجيل الخامس، وبالتالي فإنه من الصعب لأية دولة أن تنافس الصين في هذه المرحلة”.
إنترنت الجيل الخامس.. أزمة متعددة الأطراف وبالرغم من التأثيرات الإيجابية التي سيحدثها إنترنت الجيل الخامس، فإنه أثار مخاوف العديد من الدول حول العالم بشأن التجسس وسرقة المعلومات، خاصة فيما يتعلق الأمر بالصين، السباقة في هذا المجال.
وحذرت الولايات المتحدة، من تهديد هواوي لأمنها القومي وأمن حلفائها، مما دفعها لمطالبة حلفائها بوقف التعاون مع الشركة الصينية.
من جانبها، رفضت هواوي اتهامات واشنطن، وقد رفعت دعوى قضائية ضد الحكومة الأميركية.
وترى الحكومة الأميركية أنه من الصعب مراقبة أنشطة أجهزة الجيل الخامس، وضبط أي اختراق تجسسي من الصين على هذه الأجهزة.
وأوضح الخبير في أمن وتكنولوجيا المعلومات، أن ما يزيد مخاوف أميركا بشأن هواوي، هو “أن مؤسس الشركة كان يعمل كمهندس في الجيش الصيني، وتم تسريحه عام 1983، ثم أسس هواوي عام 1987، وبالتالي فإن له خلفية في التعامل مع الجيش الصيني”.
وأشار إلى أن الولايات المتحدة لم تقدم حتى الآن أي دليل مادي على قيام الشركات الصينية بالتجسس أو تسريب معلومات للحكومة الصينية.
وأوضح أنه من المتوقع أن يبدأ تطبيق إنترنت الجيل الخامس على مستوى واسع حول العالم في عام 2020، إذ بدأت كوريا الجنوبية باستخدام التقنية بصورة صغيرة منذ منتصف أبريل الماضي، وبعد بضعة أيام جربتها أميركا، مضيفا أن العديد من دول العالم بدأت بإنشاء شبكاتها بالفعل.