تحدّث إمام وخطيب المسجد النبوي الشيخ عبدالله البعيجان عن نعمة الأمن، التي هي أهم مقومات حياة الإنسان، وبه يحصل الاستقرار والأمان، وهو الهدف الذي تنشده المجتمعات.
وقال في خطبة الجمعة اليوم: الله سبحانه وتعالى أسبغ علينا من النعم ما لا يحصى، وأسبل علينا من العطاء ما لا يستسقى، وأكرمنا بالأمن والرخاء والاستقرار والعطاء، وأبعد عنا قلاقل الفتن والبلاء، ومصائب المحن والشقاء بفضل الله ثم بتمسكنا بعقيدتنا وجهود ولاة أمرنا وعلمائنا قال تعالى: {واذكروا إذ أنتم قليل مستضعفون في الأرض تخافون أن يتخطفكم الناس فآواكم وأيدكم بنصره ورزقكم من الطيبات لعلكم تشكرون}.
وأضاف: الأمن هو أهم مقومات حياة الإنسان، وبه يحصل الاستقرار والاطمئنان، وهو الهدف الذي تنشده المجتمعات وتبذل فيه كل الوسائل والطاقات؛ فالأمن نعمة لا يعرف قدرها وعظيم شأنها وأهميتها إلا مَن اكتوى بنار فقدها؛ فالأمن نعمة لا يهنأ العيش بدونه، ولا يقر قرار عند فقده، يقول النبي صلى الله عليه وسلم: (من أصبح منكم آمنًا في سربه معافىً في جسده عنده قوت يومه؛ فكأنما حيزت له الدنيا).
وأردف: الفوضى لا تحقق غاية إلا الفتن والبلاء وليس وراءها إلا المصائب والمحن والشقاء، ولقد رأينا بأم أعيننا ما حل بالشعوب في كثير من البلدان بسببها؛ فكم من نفوس معصومة أُزهقت، وأموال محروزة أُتلفت، وأعراض مصونة انتهكت؛ فالواجب علينا الوقوف في وجههم، وأن نكون بنيانًا مرصوصًا أمام من تُسَول له نفسه أن يطعن في وحدة أمتنا أو ينال من تماسكها أو يهدد أمنها أو يخرج على أئمتنا وولاة أمورنا؛ فاستمسكوا بدينكم واعتصموا بوحدتكم، وكونوا يدًا على عدوكم واثبتوا على منهجكم.
وقال “البعيجان”: الله قد أوجب الطاعة لولاة الأمور، قال تعالى: (يا أيها الذين آمنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم)؛ فطاعة ولاة الأمور من ديننا الذي هو عصمة أمرنا، وفيها صلاح دنيانا التي فيها معاشنا.
وأضاف: الله فطر الناس على مراتب، وسَنّ التفاوت بينهم في القدرة والمواهب، وجعل العلماء ورثة الأنبياء، ورفع قدرهم ودرجاتهم؛ وذلك فضل الله يؤتيه من يشاء، وأرشد الناس إلى الرجوع إليه والاقتداء؛ فهم حملة العلم وحماة الدين وحراس الفضيلة، صح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: (يحمل هذا العلم من كل خلف عدولُهُ ينفون عنه تحريف الغالين وانتحال المبطلين وتأويل الجاهلين).
وأردف: المسلمون جسد واحد وبنيان واحد، الاعتداء على أحدهم اعتداء عليهم كلهم، يقول النبي صلى الله عليه وسلم: (مَثَل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم مثل الجسد إذا اشتكى منه عضو، تَداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى).
وتابع: مصيبة المسلمين واحدة في حادث الغدر والإرهاب الذي استهدف المسلمين وسفك دماء المصلين وروع أمن الآمنين وانتهك حرمة بيوت الله، {وما نقموا منهم إلا أن يؤمنوا بالله}، إنها مصيبة عظمى وفاجعة كبرى نحتسبها عند الله، وما عند الله خير وأبقى.