دشَّن مدير تعليم الأفلاج الدكتور محمد آل مغيرة، صباح اليوم الأربعاء، برنامج “الإبداع الناقد في تدريس اللغة الإنجليزية”، الذي يستهدف تدريب خبراء وخبيرات أمريكان لمعلمي ومعلمات اللغة الإنجليزية في المحافظة على الإبداع الناقد في تدريس اللغة الإنجليزية كلغة أجنبية، فيما حضرت انطلاق البرنامج بالقسم النسائي مساعد مدير التعليم لشؤون تعليم البنات رفعة الردعان.
وانطلقت ورش عمل البرنامج بحضور أكثر من 70 معلمًا ومعلمة للغة الإنجليزية بمدارس المحافظة، بكلمة افتتاحية من رئيس قسم اللغة الإنجليزية سالم حمد الردعان، ثم كلمة لرئيس قسم اللغة الإنجليزية بوزارة التعليم عبدالرحمن الفريح.
من جهته، أكد مدير تعليم الأفلاج خلال كلمته أثناء تدشين انطلاقة ورش عمل البرنامج، أن هذا البرنامج سيجني ثماره معلمو ومعلمات اللغة الإنجليزية، لأنه يحوي موضوعًا مهمًا جدًا، يتحدث عن الإبداع الناقد أو التفكير الناقد الذي اكتسب لأهميته، وفقًا للكثير من التقارير والدراسات والأبحاث العلمية، التي أشارت إلى أن التفكير الناقد هو إحدى أهم المهارات التي يفترض أن يمتلكها الفرد في القرن الـ21، وأيضًا وفقًا لتقرير منتدى الاقتصاد العالمي، كما أشار تقرير الوظائف عام 2020 إلى أن التفكير الناقد هو إحدى المهارات التي تتطلبها الوظائف في ذلك العام.
وتابع مخاطبًا المعلمين: “تشير الدلائل والأبحاث إلى أن الكثير من الأفراد لا يمارسون التفكير الناقد بشكل جيد، أو لا يمارس التفكير بشكل جيد، وبالتالي تنشأ الكثير من التصورات الخاطئة وأيضاً المفاهيم الخاطئة حول الكثير من القضايا”.
وأضاف: “تشير الأبحاث إلى أن التفكير الناقد لدى الكثير من طلاب المملكة في مستوى منخفض، وهذا يدعونا إلى البحث عن أسباب ذلك، والغوص في أعماق في هذا الموضوع لمعرفة اسباب تدني هذا المستوى”، مشيرًا إلى أن الاختبارات الدولية والوطنية أشارت إلى ذلك الانخفاض في مستوى التفكير الناقد، من خلال نتيجة عدم قدرتهم على الإجابة على الأسئلة التي تستدعي التفكير.
وقال: “اليوم يمكن أن يطلق على العصر الذي نعيشه عصر المعرفة، وأمامنا الكثير من المعارف والمعلومات التي ظهرت نتيجة التقدم العلمي والتكنولوجي”.
وأردف: “مهم جدًا أن نركز على المعرفة، ولكن الأهم أن يكون تركيزنا منصبًا على المفهوم الوظيفي والتطبيقي للمعرفة، وهذا لن يأتي دون أن تكون هناك ممارسات جديدة في التدريس واستراتيجيات تدريس تعزز مهارة التفكير لدى طلابنا وطالباتنا”.
وأضاف آل مغيرة خلال كلمته: “ثبت علميًا أن الطالب الذي يمتلك التفكير الناقد أو يملك القدرة على التفكير الناقد يستطيع أن يفهم المحتوى الدراسي، ويطرح العديد من الأسئلة، ويصنف المعلومات تصنيفاً فعالاً، ويستنتج استنتاجات منطقية من المحتوى الذي يتلقاه الطالب، وفي المقابل الطالب الذي لا يحسن التفكير الناقد يصبح تفكيره مشوشًا وغير قادر على طرح الأسئلة، ويبالغ في تبسيط الأمور، وفي النهاية لا يستطيع أن يستنتج استنتاجات منطقية”.
واسترسل: “هذا البرنامج سيحفز المعلمين على البحث والاستزادة من الموضوعات المتعلقة بالتفكير، وسيمنحهم المهارة اللازمة في تطبيق هذه الأنشطة على مستوى طلابهم وفي مدراسهم، لأنه عند إتاحة الفرصة للطلاب في التطبيقات التي تنمي مهارة التفكير سينشأ عندنا جيل القدرة على القرار الصحيح وحل المشكلات التي تعترضه في مواقف حياته المختلفة”.
وتابع: “نحن في حاجة إلى إعادة النظر في ممارساتنا الحالية، واستحداث أساليب جديدة، وإدخال استراتيجيات حديثة تمنح المساحة للطالب ليفعل تفكيره ويوظفه بالشكل المناسب، ويكفينا في التفكير الناقد أنه يقود إلى تحسين مستويات الطلاب التحصيلية”.
واختتم: “الوطن يستحق منا أن نضحي من أجله، وأن نبذل كل ما يمكن من أجل إعداد طلاب ومواطنين صالحين يسهمون في بناء وتنمية هذا الوطن العظيم بقيادة خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده – حفظهما الله”.
واستمر الخبير الأمريكي في تفعيل ورش العمل ومناقشة المعلمين من خلال العديد من الفقرات المتنوعة للإبداع الناقد في تدريس اللغة الإنجليزية، على أن تستكمل بقية ورشة العمل غداً الخميس.
من جهته، ذكر رئيس قسم اللغة الإنجليزية بوزارة التعليم الأستاذ عبدالرحمن الفريح، أن هذه السنة الثالثة لانطلاقة البرنامج، وشهدت استهداف عدد كبير من إدارات التعليم، حيث يأتي هذا البرنامج “الإبداع الناقد في تدريس اللغة الإنجليزية” بالتعاون بين وزارة التعليم، وسفارة الولايات المتحدة الأمريكية، ويستهدف البرنامج إحضار خبراء من الولايات المتحدة الأمريكية لتقديم ورش عمل تفاعلية لمعلمي ومعلمات اللغة الإنجليزية في مختلف إدارات التعليم.
وتابع: “البرنامج ينصب في الأساس على تطوير مهارات القرن الواحد والعشرين للطلاب والطالبات لينجحوا في سوق العمل، وتحسين نواتج التعلم وتدريس اللغة الإنجليزية في ضوء المتغيرات حول العالم في تدريسها كاللغة أجنبية”.
وأضاف: “العمل على هذا البرنامج أخذ وقتاً طويلاً في تحديد المواضيع والمتحدثين وتحديد الإدارات، ومما لمسناه من خلال الورش كان هناك تفاعل كبير من المعلمين والمعلمات سيكون له الأثر والفائدة في التطوير”.
واختتم: “ما نأمله أن يكون هناك استمرار لمثل هذه الورش، لمتابعة التطوير وقياس أثر التدريب وتحقق الفائدة المرجوة”.
يذكر أن إدارة التطوير المهني التعليمي برئاسة فهد آل شبر وعدد من اللجان بأقسام تعليم الأفلاج قد شرعت في وقت مبكر في الاستعداد لانطلاق ذلك البرنامج.